الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويل ، يصف فيه القيامة ، والصراط : إن الله يقول للملائكة : من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه من النار ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : يا ربنا ، لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : يا ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ، يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : يا ربنا ، لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به فكان ، أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال : فيقول الله تعالى : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض ، قبضة فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ، يقال له نهر الحياة ، فيخرجون منها كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون مما يلي الحجر ، والشجر ما يكون إلى الشمس ، أصفر ، وأخضر ، وما يكون منها إلى الظل أبيض ؟ قالوا : يا رسول الله ، كأنك كنت ترعى بالبادية ، قال : فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم ، يعرفهم أهل الجنة ، يقولون : هؤلاء عتقاء الرحمن ، الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتم فهو لكم ، فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين ، فيقول الله تعالى : إن لكم عندي ما هو أفضل من هذا ، فيقولون : يا ربنا ، أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضائي عنكم ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا . رواه البخاري ، ومسلم ، في صحيحيهما وروى البخاري أيضا ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : عرضت علي الأمم ، يمر النبي ومعه الرجل ، والنبي ومعه الرجلان والنبي ليس معه أحد ، والنبي معه ، الرهط ، فرأيت سوادا كثيرا ، فرجوت أن تكون أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا ، قد سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا ، وهكذا ، فرأيت سوادا كثيرا ، فقيل لي هؤلاء أمتك ومع : هؤلاء سبعون ، ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فتفرق الناس ، ولم يبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتذاكر ذلك الصحابة ، فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكن قد آمنا بالله ورسوله ، هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ، فقام عكاشة فقال : ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله فقال أنت منهم ثم ، قام آخر ، فقال مثل قول عكاشة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة .

التالي السابق


(وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر حديث، يصف فيه القيامة، والصراط: إن الله يقول للملائكة: من وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه من النار، فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: يا ربنا، لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه) من النار، (فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: يا ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف ذرة من خير فأخرجوه) من النار، (فيخرجون خلقا كثيرا، فيقولون: يا ربنا، لم نذر فيها خيرا، وكان أبو سعيد) الخدري، راوي هذا الحديث رضي الله عنه- (يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا قول الله تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال: فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فقبض قبضة فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حمما) ، أي: فحما من الاحتراق، (فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له نهر الحياة، فيخرجون منها كما تخرج الحبة) ، بكسر الحاء، (في حميل السيل) ، أي: جانبه، (ألا ترونها تكون مما يلي الحجر، والشجر، أصفر، وأخضر، وما يكون منها إلى الظل أبيض؟ قالوا: يا رسول الله، كأنك كنت ترعي بالبادية، قال: فيخرجون كاللؤلؤ) في الصفاء، والبياض، وإشراق اللون، (في رقابهم الخواتيم، يعرفهم أهل الجنة، يقولون: هؤلاء عتقاء الله، الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتم فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول الله تعالى: إن لكم عندي ما هو أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا، أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضائي عنكم، فلا أسخط عليكم بعده أبدا. رواه البخاري، ومسلم، في صحيحيهما) ، من حديث أبي سعيد الخدري، وكذلك رواه الطيالسي، وأحمد، وابن خزيمة، وروى النسائي، وابن ماجه، وابن أبي داود، والآجري بعضه .

وأول الحديث في الصحيحين، قال أبو سعيد : قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا -عز وجل-؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في القمر ليلة البدر، صحوا ليس فيها سحاب؟ ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد ممن كان يعبد غير الله من الأنصاب، [ ص: 566 ] والأصنام، إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر، وفاجر، وغير أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة، ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا، فاسقنا، فيشار إليهم، ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة، ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا، فاسقنا، فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم، كأنها سراب، يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر، وفاجر، أتاهم رب العالمين، في أوفى صورة من التي رأوه فيها، قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: ربنا، فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله سبحانه، لا نشرك بالله شيئا، مرتين، أو ثلاثا، حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، الساق، فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء، أو رياء، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رؤسهم، وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم؟ فيقولون: أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب، وحسكة تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل، والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم، حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله، في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا، ويصلون، ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقا كثيرا، قد أخذت النار إلى نصف ساقه، وإلى ركبتيه، فيقولون: ربنا، ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول -عز وجل-: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، ثم ساقه إلى آخر الحديث، كما ذكره المصنف .

ورواه البخاري مختصرا في كتاب الإيمان من الصحيح، فقال: حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تبارك وتعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في نهر الحياء، أو الحياة، شك مالك، فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية؟

قال وهيب: حدثنا عمرو الحياة، وقال: خردل من خير . ورواه في صفة الجنة والنار هكذا أيضا مختصرا، عن موسى، عن وهيب، عن عمرو بن يحيى المازني، وعن حجاج بن الشاعر، عن عمرو بن عوف، عن خالد بن عبد الله، ورواه عبد الله بن وهيب، ومعن بن عيسى، عن مالك، وليس هو في الموطإ، وقال الدارقطني : هو غريب صحيح، وفي رواية الدارقطني، من طريق إسماعيل : يدخل الله. وما أورده البخاري هنا تعليقا، أخرجه مسندا في كتاب الرقاق، عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد به، وساقه أتم من سياق مالك، لكنه قال: من خردل من إيمان. كرواية مالك، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، عن عفان بن مسلم، عن وهيب، فقال: من خردل من خير. كما علقه البخاري .

وقال البخاري في كتاب الإيمان: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير . قال البخاري : قال أبان : حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: من إيمان، مكان من خير .

(وروى البخاري أيضا، عن ابن عباس ) -رضي الله عنهما- (قال: خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال: عرضت علي الأمم، يمر النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي ليس معه أحد، والنبي معه الرهط، فرأيت سوادا كثيرا، فرجوت أن يكون أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ثم قيل: انظر، فرأيت سوادا كثيرا، قد سد الأفق، فقيل لي: انظر هكذا، وهكذا، فرأيت سوادا كثيرا، فقيل لي: هؤلاء [ ص: 567 ] أمتك، مع هؤلاء سبعون ألفا ينالون الجنة بغير حساب، فتفرق الناس، ولم يبين لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتذاكر ذلك الصحابة، فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك، ولكن قد آمنا بالله ورسوله، هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة ) بن محصن، -رضي الله عنه- (فقال: ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله، فقال: أنت منهم، ثم قام آخر، فقال مثل قول عكاشة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: سبقك بها عكاشة) .

ورواه كذلك أحمد، ومسلم، كلهم من طريق حصين بن عبد الرحمن بن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولفظهم جميعا: عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون . ورواه هكذا الطبراني في الكبير، من حديث عمران بن حصين -رضي الله عنه- .

وقد روي هذا الحديث من رواية عمران بن حصين، عن ابن مسعود -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، رواه عبد الرزاق في المصنف، وأحمد، والطبراني في الكبير، والحاكم، ومن طريق الطبراني أبو نعيم في الحلية، واللفظ له، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا خلف بن موسى بن خلف العمي، حدثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن، والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود، قال: تحدثنا ليلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أكرانا الحديث، فلما أصبحنا غدونا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: عرضت علي الأنبياء بأتباعها من أممها، فإذا النبي معه الثلاثة من أمته، وإذا النبي ليس معه أحد، وقد أنبأكم الله عن قوم لوط، فقال: أليس منكم رجل رشيد قال: حتى مر موسى بن عمران -عليه السلام-، ومن معه من بني إسرائيل، فقلت: يا رب، فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك، فإذا الظراب ظراب مكة، قد سد من وجوه الرجال، قال: أرضيت يا محمد؟ قلت: رضيت رب، قال: انظر عن يسارك، فنظرت فإذا الأفق قد سد من وجود الرجال، قال: أرضيت يا محمد؟ قلت: رضيت رب، قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، فأتى عكاشة بن محصن الأسدي، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، ثم قام رجل آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة، ثم قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن استطعتم -بأبي أنتم وأمي- أن تكونوا من السبعين ألفا فكونوا، فإن عجزتم، وقصرتم، فكونوا من أصحاب الظراب، فإن عجزتم، وقصرتم، فكونوا من أصحاب الأفق، فإني قد رأيت أناسا يتهاوشون كثيرا، ثم قال: إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي ربع الجنة، فكبر القوم، ثم قال: إني لأرجو أن يكونوا شطر أهل الجنة، فكبر القوم، ثم تلا هذه الآية: ثلة من الأولين وقليل من الآخرين فتذاكروا بينهم من هؤلاء السبعون الألف؟ فقال بعضهم: قوم ولدوا في الإسلام، فماتوا عليه، حتى رفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون .

وللطبراني في الكبير، وعمر بن شبة النميري، من طريق نافع مولى بنت شجاع، عن أم قيس بنت محصن، هي أخت عكاشة، قالت: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي، حتى أتينا البقيع، فقال: يا أم قيس، يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا، يدخلون الجنة بغير حساب، فقام رجل، فقال: أنا منهم؟ قال: نعم، فقام آخر، فقال: سبقك بها عكاشة . وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في كتاب التوكل .




الخدمات العلمية