وقال صلى الله عليه وسلم : ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته وقال تعالى : أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما فجعل النية سبب التوفيق .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " وإنما نظر إلى القلوب ؛ لأنها مظنة النية . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقى بين يدي الله تعالى فيقول
فإنه لم يرد بما فيها وجهي ، ثم ينادي الملائكة : اكتبوا له كذا وكذا ، اكتبوا له كذا وكذا ، فيقولون : يا ربنا إنه لم يعمل شيئا من ذلك ، فيقول الله تعالى : إنه نواه " وقال صلى الله عليه وسلم : ألقوا هذه الصحيفة . ألا ترى كيف شركه بالنية في محاسن عمله ومساويه . " الناس أربعة : رجل آتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعلمه في ماله ، فيقول رجل : لو آتاني الله تعالى مثل ما آتاه لعملت كما يعمل ، فهما في الأجر سواء ، ورجل آتاه الله تعالى مالا ولم يؤته علما فهو يتخبط بجهله في ماله ، فيقول رجل : لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل فهما في الوزر سواء "
وكذلك في حديث لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أنس بن مالك تبوك قال : وفي حديث " إن بالمدينة أقواما ما قطعنا واديا ، ولا وطئنا موطئا يغيظ الكفار ، ولا أنفقنا نفقة ، ولا أصابتنا مخمصة إلا شركونا في ذلك وهم بالمدينة . قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله وليسوا معنا ؟ قال : حبسهم العذر فشركوا ، بحسن النية " ابن مسعود " من هاجر يبتغي شيئا فهو له ، فهاجر رجل فتزوج امرأة منا ، فكان يسمى مهاجر أم قيس " وكذلك جاء في الخبر إن " رجلا قتل في سبيل الله وكان يدعى قتيل الحمار ؛ لأنه قاتل رجلا ليأخذ سلبه وحماره فقتل ، على ذلك فأضيف إلى نيته " وفي حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من غزا وهو لا ينوي إلا عقالا فله ما نوى " وقال أبي استعنت رجلا يغزو معي ، فقال : لا ، حتى تجعل لي جعلا ، فجعلت له ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ليس له من دنياه وآخرته إلا ما جعلت له .