وكان يقول عند الصباح يحمد القوم السرى وعند الممات يحمد القوم التقى . سفيان الثوري
وقال عبد الله بن داود . كان أحدهم إذا بلغ أربعين سنة طوى فراشه أى كان لا ينام طول الليل
وكان كهمس بن الحسن يصلي كل يوم ألف ركعة ثم يقول لنفسه قومي يا مأوى كل شر فلما ضعف اقتصر على خمسمائة ثم كان يبكي ويقول ذهب نصف عملي .
وكانت ابنة الربيع بن خثيم تقول له يا أبت ما لي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام فيقول يا ابنتاه إن أباك يخاف البيات .
ولما رأت أم الربيع ما يلقى الربيع من البكاء والسهر نادته يا بني لعلك قتلت قتيلا قال نعم يا أماه قالت فمن هو حتى نطلب أهله فيعفو عنك فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك فيقول يا أماه هي نفسي .
وعن عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال سمعت خالي يقول لأمي يا أختي جوفي وخواصري تضرب علي فقالت له أمي يا أخي تأذن لي حتى أصلح لك قليل حساء بكف دقيق عندي تتحساه يرم جوفك فقال لها ويحك أخاف أن يقول أين لك هذا الدقيق فلا أدري إيش . بشر بن الحارث
أقول له .
فبكت أمي وبكى معهما وبكيت معهم .
قال ورأت أمي ما ببشر من شدة الجوع وجعل يتنفس نفسا ضعيفا فقالت له أمي يا أخي ليت أمك لم تلدني فقد والله تقطعت كبدي مما أرى بك فسمعته يقول لها وأنا فليت أمي لم تلدني وإذ ولدتني لم يدر ثديها علي . عمر
قال وكانت أمي تبكي عليه الليل والنهار . عمر
وقال الربيع أتيت أويسا فوجدته جالسا حتى صلى الفجر ثم جلس فجلست فقلت لا أشغله عن التسبيح فمكث مكانه حتى صلى الظهر ثم قام إلى الصلاة حتى صلى العصر ثم جلس موضعه حتى صلى المغرب ثم ثبت مكانه حتى صلى العشاء ثم ثبت مكانه حتى صلى الصبح ثم جلس فغلبته عيناه فقال اللهم إني أعوذ بك من عين نوامة ومن بطن لا تشبع فقلت حسبي هذا منه ثم رجعت .
ونظر رجل إلى أويس فقال يا أبا عبد الله ما لي أراك كأنك مريض فقال وما أن لا يكون مريضا يطعم المريض لأويس غير طاعم وينام المريض وأويس غير نائم . وأويس
وقال أحمد بن حرب يا عجبا لمن يعرف أن الجنة تزين فوقه وأن النار تسعر تحته كيف ينام بينهما وقال رجل من النساك أتيت فوجدته قد صلى العشاء فقعدت أرقبه فلف نفسه بعباءة ثم رمى بنفسه فلم ينقلب من جنب إلى جنب الليل كله حتى طلع الفجر وأذن المؤذن فوثب إلى الصلاة ولم يحدث وضوءا فحاك ذلك في صدري فقلت له رحمك الله قد نمت الليل كله مضطجعا ثم لم تجدد الوضوء فقال كنت الليل كله جائلا في رياض الجنة أحيانا وفي أودية النار أحيانا فهل في ذلك نوم . إبراهيم بن أدهم