nindex.php?page=treesubj&link=19778فضيلة التفكر .
قد أمر الله تعالى بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى وأثنى على المتفكرين فقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما إن قوما تفكروا في الله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله ، فإنكم لن تقدروا قدره وعن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه خرج على قوم ذات يوم وهم يتفكرون فقال : ما لكم لا تتكلمون ، فقالوا : نتفكر في خلق الله عز وجل قال : فكذلك فافعلوا ، تفكروا في خلقه ولا تتفكروا فيه ، فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها بياضها وبياضها نورها مسيرة الشمس أربعين يوما بها خلق من خلق الله عز وجل لم يعصوا الله طرفة عين ، قالوا : يا رسول الله فأين الشيطان منهم ؟ قال : ما يدرون خلق الشيطان أم لا ، قالوا : من ولد آدم ؟ قال : لا يدرون خلق آدم أم لا وعن عطاء قال انطلقت يوما أنا وعبيد بن عمير إلى
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها فكلمتنا وبيننا وبينها حجاب فقالت : يا
عبيد ما يمنعك من زيارتنا ؟ قال : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : زر غبا تزدد حبا ، قال
ابن عمير : فأخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فبكت وقالت : كل أمره كان عجبا أتاني ، في ليلتي حتى مس جلده جلدي ، ثم قال ذريني : أتعبد لربي عز وجل ، فقام إلى القربة فتوضأ منها ، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته ثم سجد حتى بل الأرض ثم اضطجع على جنبه حتى أتى
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال يؤذنه بصلاة الصبح فقال : يا رسول الله ، ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : ويحك يا
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال وما يمنعني أن أبكي ، وقد أنزل الله تعالى علي في هذه الليلة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها فقيل للأوزاعي ما غاية التفكير فيهن ، قال يقرؤهن ويعقلهن .
وعن محمد بن واسع إن رجلا من أهل
البصرة ركب إلى
أم ذر بعد موت أبي
ذر فسألها عن عبادة
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر فقالت : كان نهاره أجمع في ناحية البيت يتفكر .
وعن الحسن قال : تفكر ساعة خير من قيام ليلة .
وعن الفضيل قال : الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك .
وقيل لإبراهيم إنك تطيل الفكرة ، فقال : الفكرة مخ العقل وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة كثيرا ما يتمثل بقول القائل
:
إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة
وعن طاوس قال : قال الحواريون
لعيسى ابن مريم يا روح الله هل على الأرض اليوم مثلك ؟ فقال : نعم ، من كان منطقه ذكرا وصمته فكرا ونظره عبرة فإنه مثلي .
وقال الحسن من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو ، ومن لم يكن سكوته تفكرا فهو سهو ، ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=146سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق قال : أمنع قلوبهم التفكر في أمري .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أعطوا أعينكم حظها من العبادة ، فقالوا : يا رسول الله ، وما حظها من العبادة ؟ قال : النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه وعن امرأة كانت تسكن البادية قريبا من
مكة أنها قالت : لو تطالعت قلوب المتقين بفكرها إلى ما قد ادخر لها في حجب الغيب من خير الآخرة لم يصف لهم في الدنيا عيش ولم تقر لهم في الدنيا عين .
وكان لقمان يطيل الجلوس وحده ، فكان يمر به مولاه فيقول : يا
لقمان إنك تديم الجلوس وحدك ، فلو جلست مع الناس كان آنس لك ، فيقول
لقمان إن طول الوحدة أفهم للفكر وطول الفكر دليل على طريق الجنة وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ما طالت فكرة امرئ قط إلا علم وما علم امرؤ قط إلا عمل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز الفكرة في نعم الله عز وجل من أفضل العبادة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يوما
لسهل بن علي ورآه ساكتا متفكرا : أين بلغت ؟ قال : الصراط .
وقال بشر لو تفكر الناس في عظمة الله ما عصوا الله عز وجل وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب .
وبينا أبو شريح يمشي إذ جلس فتقنع بكسائه فجعل يبكي فقيل ، له : ما يبكيك ؟ قال : تفكرت في ذهاب عمرى وقلة عملي واقتراب أجلي .
وقال أبو سليمان عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر وقال
أبو سليمان الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة وعقوبة لأهل الولاية والفكر في الآخرة ، يورث الحكمة ويحيي القلوب وقال
حاتم من العبرة يزيد العلم ، ومن الذكر يزيد يزيد الحب ، ومن التفكر يزيد الخوف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس التفكر في الخير يدعو إلى العمل به ، والندم على الشر يدعو إلى تركه .
ويروى أن الله تعالى قال في بعض كتبه إني لست أقبل كلام كل حكيم ، ولكن انظر إلى همه وهواه ، فإذا كان همه وهواه لي جعلت صمته تفكرا وكلامه حمدا وإن لم يتكلم .
وقال الحسن إن أهل العقل لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر وبالفكر على الذكر حتى استنطقوا قلوبهم فنطقت بالحكمة .
وقال إسحاق بن خلف كان داود الطائي رحمة الله تعالى على سطح في ليلة قمراء فتفكر في ملكوت السماوات والأرض ، وهو ينظر إلى السماء ويبكي حتى وقع في دار جار له قال : فوثب صاحب الدار من فراشه عريانا وبيده سيف ، وظن أنه لص ، فلما نظر إلى
داود رجع ووضع السيف وقال : من ذا الذي طرحك من السطح ؟ قال : ما شعرت بذلك .
وقال الجنيد أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد والتنسم بنسيم المعرفة والشرب بكأس المحبة من بحر الوداد ، والنظر بحسن الظن بالله عز وجل ، ثم قال : يا لها من مجالس ما أجلها ، ومن شراب ما ألذه طوبى لمن رزقه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى : استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر .
وقال أيضا : صحة النظر في الأمور نجاة من الغرور ، والعزم في الرأي سلامة من التفريط والندم ، والروية والفكر يكشفان عن الحزم والفطنة ، ومشاورة الحكماء ثبات في النفس وقوة في البصيرة ، ففكر قبل أن تعزم وتدبر قبل أن تهجم وشاور قبل أن تقدم .
وقال أيضا : الفضائل أربع : إحداها الحكمة وقوامها الفكرة .
والثانية العفة وقوامها في الشهوة .
والثالثة القوة وقوامها في الغضب والرابعة العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس .
فهذه أقاويل العلماء في الفكرة وما شرع أحد منهم في ذكر حقيقتها وبيان مجاريها .
nindex.php?page=treesubj&link=19778
nindex.php?page=treesubj&link=19778فَضِيلَةُ التَّفَكُّرِ .
قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالتَّفَكُّرِ وَالتَّدَبُّرِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فِي مَوَاضِعَ لَا تُحْصَى وَأَثْنَى عَلَى الْمُتَفَكِّرِينَ فَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّ قَوْمًا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَقْدُرُوا قَدْرَهُ وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى قَوْمٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فَقَالَ : مَا لَكَمَ لَا تَتَكَلَّمُونَ ، فَقَالُوا : نَتَفَكَّرُ فِي خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِهِ وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِيهِ ، فَإِنَّ بِهَذَا الْمَغْرِبِ أَرْضًا بَيْضَاءَ نُورُهَا بَيَاضُهَا وَبَيَاضُهَا نُورُهَا مَسِيرَةَ الشَّمْسِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا بِهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَعْصُوا اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الشَّيْطَانُ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : مَا يَدْرُونَ خُلِقَ الشَّيْطَانُ أَمْ لَا ، قَالُوا : مِنْ وَلَدِ آدَمَ ؟ قَالَ : لَا يَدْرُونَ خُلِقَ آدَمُ أَمْ لَا وَعَنْ عَطَاءِ قَالَ انْطَلَقْتُ يَوْمًا أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَكَلَّمَتْنَا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ فَقَالَتْ : يَا
عُبَيْدُ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ زِيَارَتِنَا ؟ قَالَ : قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ، قَالَ
ابْنُ عُمَيْرٍ : فَأَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَبَكَتْ وَقَالَتْ : كُلُّ أَمْرِهِ كَانَ عَجَبًا أَتَانِي ، فِي لَيْلَتِي حَتَّى مَسَّ جِلْدُهُ جِلْدِي ، ثُمَّ قَالَ ذَرِينِي : أَتَعَبَّدُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَبَكَى حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى جَنْبِهِ حَتَّى أَتَى
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا يُبْكِيكَ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالُ وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَبْكِيَ ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا فَقِيلَ لِلْأَوْزَاعِيِّ مَا غَايَةُ التَّفْكِيرِ فِيهِنَّ ، قَالَ يَقْرَؤُهُنَّ وَيُعْقِلُهُنَّ .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ رَكِبَ إِلَى
أُمٍّ ذَرٍّ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي
ذَرٍّ فَسَأَلَهَا عَنْ عِبَادَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ فَقَالَتْ : كَانَ نَهَارَهُ أَجْمَعَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ يَتَفَكَّرُ .
وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ : تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ .
وَعَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ : الْفِكْرُ مِرْآةٌ تُرِيكَ حَسَنَاتِكَ وَسَيِّئَاتِكَ .
وَقِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ تُطِيلُ الْفِكْرَةَ ، فَقَالَ : الْفِكْرَةُ مُخُّ الْعَقْلِ وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ الْقَائِلِ
:
إِذَا الْمَرْءُ كَانَتْ لَهُ فِكْرَةٌ فَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ عِبْرَةٌ
وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ : قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يَا رَوْحَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْأَرْضِ الْيَوْمَ مِثْلُكَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْرًا وَصَمْتُهُ فِكْرًا وَنَظَرُهُ عِبْرَةً فَإِنَّهُ مِثْلِي .
وَقَالَ الْحَسَنُ مَنْ لَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ حِكْمَةً فَهُوَ لَغْوٌ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ سُكُوتُهُ تَفَكُّرًا فَهُوَ سَهْوٌ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ نَظَرُهُ اعْتِبَارًا فَهُوَ لَهْوٌ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=146سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ قَالَ : أَمْنَعُ قُلُوبَهُمُ التَّفَكُّرَ فِي أَمْرِي .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ ؟ قَالَ : النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ وَالِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ وَعَنْ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَسْكُنُ الْبَادِيَةَ قَرِيبًا مِنْ
مَكَّةَ أَنَّهَا قَالَتْ : لَوْ تَطَالَعَتْ قُلُوبُ الْمُتَّقِينَ بِفِكْرِهَا إِلَى مَا قَدِ ادُّخِرَ لَهَا فِي حَجْبِ الْغَيْبِ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَةِ لَمْ يَصْفُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَيْشٌ وَلَمْ تَقَرَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَيْنٌ .
وَكَانَ لُقْمَانُ يُطِيلُ الْجُلُوسَ وَحْدَهُ ، فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ مَوْلَاهُ فَيَقُولُ : يَا
لُقْمَانُ إِنَّكَ تُدِيمُ الْجُلُوسَ وَحْدَكَ ، فَلَوْ جَلَسْتَ مَعَ النَّاسِ كَانَ آنَسَ لَكَ ، فَيَقُولُ
لُقْمَانُ إِنَّ طُولَ الْوَحْدَةِ أَفْهَمُ لِلْفِكْرِ وَطُولَ الْفِكْرِ دَلِيلٌ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ مَا طَالَتْ فِكْرَةُ امْرِئٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ وَمَا عَلِمَ امْرُؤٌ قَطُّ إِلَّا عَمِلَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفِكْرَةُ فِي نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَوْمًا
لِسَهْلِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَآهُ سَاكِتًا مُتَفَكِّرًا : أَيْنَ بَلَغْتَ ؟ قَالَ : الصِّرَاطَ .
وَقَالَ بِشْرُ لَوْ تَفَكَّرَ النَّاسُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ مَا عَصَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: رَكْعَتَانِ مُقْتَصِدَتَانِ فِي تَفَكُّرِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ بِلَا قَلْبٍ .
وَبَيْنَا أَبُو شُرَيْحٍ يَمْشِي إِذْ جَلَسَ فَتَقَنَّعَ بِكِسَائِهِ فَجَعَلَ يَبْكِي فَقِيلَ ، لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : تَفَكَّرْتُ فِي ذَهَابِ عُمْرَى وَقِلَّةِ عَمَلِي وَاقْتِرَابِ أَجَلِي .
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ عَوِّدُوا أَعْيُنَكُمُ الْبُكَاءَ وَقُلُوبَكُمُ التَّفَكُّرَ وَقَالَ
أَبُو سُلَيْمَانَ الْفِكْرُ فِي الدُّنْيَا حِجَابٌ عَنِ الْآخِرَةِ وَعُقُوبَةٌ لِأَهْلِ الْوِلَايَةِ وَالْفِكْرِ فِي الْآخِرَةِ ، يُورِثُ الْحِكْمَةَ وَيُحْيِي الْقُلُوبَ وَقَالَ
حَاتِمٌ مِنَ الْعِبْرَةِ يَزِيدُ الْعِلْمُ ، وَمِنَ الذِّكْرِ يَزِيدُ يَزِيدُ الْحُبُّ ، وَمِنَ التَّفَكُّرِ يَزِيدُ الْخَوْفُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ التَّفَكُّرُ فِي الْخَيْرِ يَدْعُو إِلَى الْعَمَلِ بِهِ ، وَالنَّدَمُ عَلَى الشَّرِّ يَدْعُو إِلَى تَرْكِهِ .
وَيُرْوَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ إِنِّي لَسْتُ أَقْبَلُ كَلَامَ كُلِّ حَكِيمٍ ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ ، فَإِذَا كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ لِي جَعَلْتُ صَمْتَهُ تَفَكُّرًا وَكَلَامَهُ حَمْدًا وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ .
وَقَالَ الْحَسَنُ إِنَّ أَهْلَ الْعَقْلِ لَمْ يَزَالُوا يَعُودُونَ بِالذِّكْرِ عَلَى الْفِكْرِ وَبِالْفِكْرِ عَلَى الذِّكْرِ حَتَّى اسْتَنْطَقُوا قُلُوبَهُمْ فَنَطَقَتْ بِالْحِكْمَةِ .
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ خَلَفٍ كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ رَحْمَة اللَّهِ تَعَالَى عَلَى سَطْحٍ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ فَتَفَكَّرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَبْكِي حَتَّى وَقَعَ فِي دَارِ جَارٍ لَهُ قَالَ : فَوَثَبَ صَاحِبُ الدَّارِ مِنْ فِرَاشِهِ عُرْيَانًا وَبِيَدِهِ سَيْفٌ ، وَظَنَّ أَنَّهُ لِصٌّ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى
دَاوُدَ رَجَعَ وَوَضَعَ السَّيْفَ وَقَالَ : مَنْ ذَا الَّذِي طَرَحَكَ مِنَ السَّطْحِ ؟ قَالَ : مَا شَعَرْتُ بِذَلِكَ .
وَقَالَ الْجُنَيْدُ أَشْرَفُ الْمَجَالِسِ وَأَعْلَاهَا الْجُلُوسُ مَعَ الْفِكْرَةِ فِي مَيْدَانِ التَّوْحِيدِ وَالتَّنَسُّمُ بِنَسِيمِ الْمَعْرِفَةِ وَالشُّرْبُ بِكَأْسِ الْمَحَبَّةِ مِنْ بَحْرِ الْوِدَادِ ، وَالنَّظَرُ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا لَهَا مِنْ مَجَالِسَ مَا أَجَلَّهَا ، وَمِنْ شَرَابٍ مَا أَلَذَّهُ طُوبَى لِمَنْ رُزِقَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : اسْتَعِينُوا عَلَى الْكَلَامِ بِالصَّمْتِ وَعَلَى الِاسْتِنْبَاطِ بِالْفِكْرِ .
وَقَالَ أَيْضًا : صِحَّةُ النَّظَرِ فِي الْأُمُورِ نَجَاةٌ مِنَ الْغُرُورِ ، وَالْعَزْمُ فِي الرَّأْيِ سَلَامَةٌ مِنَ التَّفْرِيطِ وَالنَّدَمِ ، وَالرَّوِيَّةُ وَالْفِكْرُ يَكْشِفَانِ عَنِ الْحَزْمِ وَالْفِطْنَةِ ، وَمُشَاوَرَةُ الْحُكَمَاءِ ثَبَاتٌ فِي النَّفْسِ وَقُوَّةٌ فِي الْبَصِيرَةِ ، فَفَكِّرْ قَبْلَ أَنْ تَعْزِمَ وَتَدَبَّرْ قَبْلَ أَنْ تَهَجِمَ وَشَاوِرْ قَبْلَ أَنْ تُقْدِمَ .
وَقَالَ أَيْضًا : الْفَضَائِلُ أَرْبَعٌ : إِحْدَاهَا الْحِكْمَةُ وَقِوَامُهَا الْفِكْرَةُ .
وَالثَّانِيَةُ الْعِفَّةُ وَقِوَامُهَا فِي الشَّهْوَةِ .
وَالثَّالِثَةُ الْقُوَّةُ وَقِوَامُهَا فِي الْغَضَبِ وَالرَّابِعَةُ الْعَدْلُ وَقِوَامُهُ فِي اعْتِدَالِ قُوَى النَّفْسِ .
فَهَذِهِ أَقَاوِيلُ الْعُلَمَاءِ فِي الْفِكْرَةِ وَمَا شَرَعَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي ذِكْرِ حَقِيقَتِهَا وَبَيَانِ مَجَارِيهَا .
nindex.php?page=treesubj&link=19778