قال عطاء بن يسار إذا كانت ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة ، فيقال : اقبض في هذه السنة من في هذه الصحيفة ، قال : فإن العبد ليغرس الغراس وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن اسمه في تلك الصحيفة وهو لا يدري .
وقال الحسن: ، فإذا قبض روحه أقبل أهله برنة وبكاء ، فيأخذ ملك الموت بعضادتي الباب فيقول : والله ما أكلت له رزقا ولا أفنيت له عمرا ولا انتقصت له أجلا ، وإن لي فيكم لعودة بعد عودة حتى لا أبقي منكم أحدا . ما من يوم إلا وملك الموت يتصفح كل بيت ثلاث مرات ، فمن وجده منهم قد استوفى رزقه وانقضى أجله قبض روحه
قال الحسن : فوالله ، لو يرون مقامه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم وقال يزيد الرقاشي بينما جبار من الجبابرة من بني إسرائيل جالس في منزله قد خلا ببعض أهله ، إذ نظر إلى شخص قد دخل من باب بيته فثار إليه فزعا مغضبا ، فقال له : من أنت ؟ ومن أدخلك على داري ؟ فقال : أما الذي أدخلني الدار فربها ، وأما أنا فالذي لا يمنع من الحجاب ولا أستأذن على الملوك ولا أخاف صولة المتسلطين ، ولا يمتنع مني كل جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، قال فسقط في يده الجبار وارتعد حتى سقط منكبا على وجهه ، ثم رفع رأسه إليه مستجديا متذللا له فقال له : أنت إذن ملك الموت ؟ قال : أنا هو قال : فهل أنت ممهلي حتى أحدث عهدا قال : هيهات ، انقطعت مدتك وانقضت أنفاسك ونفدت ساعاتك فليس إلى تأخيرك سبيل ، قال : فإلى أين تذهب بي ؟ قال : إلى عملك الذي قدمته وإلى بيتك الذي مهدته ، قال : فإني لم أقدم عملا صالحا ، ولم أمهد بيتا حسنا ، قال : فإلى لظى نزاعة للشوى ثم قبض روحه فسقط ميتا بين أهله فمن بين صارخ وباك .
قال يزيد الرقاشي لو يعلمون سوء المنقلب كان العويل على ذلك أكثر .
وعن الأعمش عن خيثمة قال : دخل ملك الموت على سليمان بن داود عليه السلام فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه فلما خرج ، قال الرجل من هذا ؟ قال : هذا ملك الموت ، قال : لقد رأيته ينظر إلي كأنه يريدني ، قال : فماذا تريد ؟ قال : أريد أن تخلصني منه فتأمر الريح حتى تحملني إلى أقصى الهند ، ففعلت الريح ذلك ، ثم قال سليمان لملك الموت بعد أن أتاه ثانيا : رأيتك تديم النظر إلى واحد من جلسائي ؟ قال : نعم ، كنت أتعجب منه لأني كنت أمرت أن أقبضه بأقصى الهند في ساعة قريبة ، وكان عندك فعجبت من ذلك .