وهذه حالة هائلة تطيش فيها عقول الخلائق وروى الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رأسه في حجر عائشة رضي الله عنها فنعس فذكرت الآخرة ، فبكت حتى سال دمعها فنقط على خد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتبه ، فقال : ما يبكيك يا عائشة ؟ قالت : ذكرت الآخرة هل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : والذي نفسي بيده في ثلاث مواطن ؛ فإن أحدا لا يذكر إلا نفسه : إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أيخف ميزانه أم يثقل .
، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ كتابه أو شماله ، وعند الصراط وعن أنس : يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا .
وعند خفة كفة الحسنات تقبل الزبانية وبأيديهم مقامع من حديد عليهم ثياب من نار فيأخذون نصيب النار إلى النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في يوم القيامة إنه يوم ينادي الله تعالى فيه آدم عليه السلام فيقول له : قم يا آدم فابعث بعث النار فيقول وكم بعث النار ، فيقول : ؟ : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ، فلما سمع الصحابة ذلك أبلسوا حتى ما أوضحوا بضاحكة ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عند أصحابه قال : اعملوا وأبشروا فوالذي ؛ نفس محمد بيده ، إن معكم لخليقتين ما كانتا مع أحد قط إلا كثرتاه مع من هلك من بني آدم وبني إبليس ، قالوا : وما هما يا رسول الله ؟ قال : يأجوج ومأجوج ، قال : فسرى عن القوم ، فقال : اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس يوم القيامة إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة .


