. صفة الشفاعة
اعلم أنه إذا حق دخول النار على طوائف من المؤمنين ، فإن الله تعالى بفضله يقبل فيهم شفاعة الأنبياء والصديقين بل شفاعة العلماء والصالحين ، وكل من له عند الله تعالى جاه وحسن معاملة ، فإن له شفاعة في أهله وقرابته وأصدقائه ومعارفه ، فكن حريصا على أن تكتسب لنفسك عندهم رتبة الشفاعة ؛ وذلك بأن لا تحقر آدميا أصلا ؛ فإن الله تعالى خبأ ولايته في عباده ، فلعل الذي تزدريه عينك هو ولي الله ، ولا تستصغر معصية أصلا ؛ فإن الله تعالى خبأ غضبه في معاصيه ، فلعل مقت الله فيه ، ولا تستحقر أصلا طاعة فإن الله تعالى خبأ رضاه في طاعته ، فلعل رضاه فيه ولو الكلمة الطيبة أو اللقمة أو النية الحسنة أو ما يجري مجراه .
وشواهد الشفاعة في القرآن والأخبار كثيرة قال الله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى روى عمرو بن العاص إبراهيم عليه السلام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وقول عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك ثم رفع يديه وقال أمتي : أمتي ، ثم بكى فقال الله عز وجل يا جبريل : اذهب إلى محمد فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل فسأله فأخبره ، والله أعلم به ، فقال : يا جبريل اذهب إلى محمد ، فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول