وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويل ، يصف فيه القيامة ، والصراط : ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : يا ربنا ، لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه من النار فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : يا ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ، يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : يا ربنا ، لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به فكان ، أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم : إن الله يقول للملائكة : إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال : فيقول الله تعالى : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض ، قبضة فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ، يقال له نهر الحياة ، فيخرجون منها كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون مما يلي الحجر ، والشجر ما يكون إلى الشمس ، أصفر ، وأخضر ، وما يكون منها إلى الظل أبيض ؟ قالوا : يا رسول الله ، كأنك كنت ترعى بالبادية ، قال : فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم ، يعرفهم أهل الجنة ، يقولون : هؤلاء عتقاء الرحمن ، الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتم فهو لكم ، فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين ، فيقول الله تعالى : إن لكم عندي ما هو أفضل من هذا ، فيقولون : يا ربنا ، أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضائي عنكم ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا . رواه البخاري ، في صحيحيهما وروى ومسلم ، أيضا ، عن البخاري رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : عرضت علي الأمم ، يمر النبي ومعه الرجل ، والنبي ومعه الرجلان والنبي ليس معه أحد ، والنبي معه ، الرهط ، فرأيت سوادا كثيرا ، فرجوت أن تكون أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي : انظر ، فرأيت سوادا كثيرا ، قد سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا ، وهكذا ، فرأيت سوادا كثيرا ، فقيل لي هؤلاء أمتك ومع : هؤلاء سبعون ، ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فتفرق الناس ، ولم يبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتذاكر ذلك الصحابة ، فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكن قد آمنا بالله ورسوله ، هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ، فقام عكاشة فقال : ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله فقال أنت منهم ثم ، قام آخر ، فقال مثل قول عكاشة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة . ابن عباس