وكذلك في حقه أمر بالصلاة والسلام عليه من القرب والبعد، وقال: . "أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي". قالوا: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"
وقال: "ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام" .
وكل هذه الأحاديث ثابتة عند أهل المعرفة بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، [ ص: 107 ] وهو الذي ينبغي للمسلم أن يعامل به موتى المسلمين، من الدعاء لهم بأنواع الدعاء، كما أن في حياته يدعو لهم. فالدعاء والاستغفار يصل إلى الميت عند قبره وغير قبره،
وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا أن نصلي عليه ونسلم تسليما في حياته ومماته، وعلى آل بيته، وأمرنا أن ندعو للمؤمنين والمؤمنات في محياهم ومماتهم، عند قبورهم وغير قبورهم، ونهانا الله أن نجعل له أندادا، أو نشبه بيت المخلوق الذي هو قبره ببيت الله الذي هو الكعبة البيت الحرام، فإن الله أمرنا أن نحج ونصلي إليه ونطوف به، وشرع لنا أن نستلم أركانه، ونقبل الحجر الأسود الذي جعله الله بمنزلة يمينه. قال "الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه" . ابن عباس: