الباب الثاني في الأمر بالصلاة والسلام عليه ، زاده الله فضلا وشرفا لديه
وفيه أنواع :
الأول :
في الأمر بالصلاة والسلام عليه ، قال الله- عز وجل- : إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب 56]
وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « حيثما كنتم فصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني » رواه الطبراني وأبو داود والنسائي .
وقال- صلى الله عليه وسلم- « من ذكرت عنده فليصل علي » رواه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان .
وقال عليه الصلاة والسلام : « إذا سمعتم المؤذن ، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي » رواه مسلم وأبو داود والترمذي .
وقال- صلى الله عليه وسلم- : « أكثروا من الصلاة علي؛ فإن الله وكل بي ملكا عند قبري ، فإذا صلى علي رجل من أمتي ، قال ، قال : ذلك الملك : يا محمد ، إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة » ورواه الديلمي في «مسند الفردوس» وأبو يعلى .
وقال عليه الصلاة والسلام : « أكثروا الصلاة علي ، فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم ، واطلبوا لي الدرجة والوسيلة ، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم » رواه ابن عساكر عن السيد الحسن - رضي الله تعالى عنه- .
وروى ابن عدي في «الكامل» عن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله تعالى عنهما- قالا :
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « صلوا علي ، صلى الله عليكم » .
وروى ابن أبي حاتم - بسند جيد مرسلا- عن قتادة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : « إذا صليتم على المرسلين فصلوا علي معهم [فإني رسول من رب العالمين]» .
وروى الترمذي والحاكم عن علي - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « صل علي وعلى سائر النبيين » .
وروى ابن النجار عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أكثروا الصلاة علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا » .
وروى الديلمي بلا إسناد عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه- قال :
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « صلوا علي ، فإنها لكم أضعاف مضاعفة » .
وروى ابن بشكوال عن أبي ذر - رضي الله تعالى عنه- قال : « أوصاني [ ص: 417 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن أصليها في الحضر والسفر- يعني صلاة الضحى- وأن لا أنام إلا على وتر ، وبالصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم - .
وعنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال : « أكثروا من الصلاة علي؛ لأن أول ما تسئلون في القبر عني » .
قال الحافظ السخاوي في «القول البديع» : ولم أقف على سنده .
وروى الديلمي في مسند الفردوس عن أنس بن مالك .
وفي لفظ : عن أنس عن أبي طلحة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « إذا صليتم على المرسلين فصلوا علي معهم ، فإني رسول من المرسلين » .
ورواه ابن أبي عاصم في كتابه كما هنا بلفظ آخر « إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين » .
ذكر المجد اللغوي أن إسناده صحيح يحتج برجاله في الصحيحين .
قال الحافظ السخاوي في القول البديع؛ فالله أعلم بذلك .
وروى الإمام أحمد وأبو نعيم والبخاري في الأدب عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال :
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « من ذكرت عنده فليصل علي ، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا » ورواه الطبراني في الأوسط بدون «ومن صلى علي مرة» إلى آخره ، ورجاله رجال الصحيح .
وروى الإمام أحمد وأبو الشيخ في الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- له وكذا ابن أبي عاصم وفي سنده ضعف عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « صلوا علي؛ فإن صلاتكم علي زكاة لكم » وهو عند الحارث وأبي بكر بن أبي شيبة في مسنديهما وزاد فيه : واسألوا الله عز وجل الوسيلة لي ، فإما سألوه وإما أخبرهم فقال : أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد ، أرجو أن أكون أنا .
وروى أبو القاسم التميمي في الترغيب : « وأكثروا من الصلاة علي ، فإنها لكم زكاة ، وإذا سألتم الله فاسألوه الوسيلة؛ فإنها أرفع درجة في الجنة وهي لرجل ، وأنا أرجو أن أكون هو » .
قوله «يصلون» بصيغة المضارعة الدال على الدوام والاستمرار لا سيما ذلك على أنه سبحانه وجميع ملائكته يصلون عليه ، فكيف يحسن للمؤمن أن لا يكثر الصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم- ويغفل عن ذلك . قاله الفاكهاني . [ ص: 418 ]


