الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قوله : «إن الله قد اشتاق إلى لقائك» معناه : قد أراد لقاءك بأن يردك من دنياك إلى معادك . زيادة في قربك وكرامتك .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : روى البيهقي وأبو نعيم من طريق الواقدي عن شيوخه : شكوا في النبي- صلى الله عليه وسلم- قال بعضهم : مات وقال بعضهم : لم يمت ، فوضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفي النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت قد رفع الخاتم من بين كتفيه فكان هذا عرف بعد موت النبي- صلى الله عليه وسلم- ورواه ابن سعد عن الواقدي حدثني القاسم بن إسحاق عن أمه عن أبيها القاسم بن محمد بن أبي بكر أو عن أم معاوية أنه لما شك فذكره .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن كثير : والواقدي ضعيف وشيوخه لم يسمون ، ثم هو منقطع بكل حال ومخالف لما صح ، وفيه غرابة شديدة .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : وذكر في «الزهر» أن الحاكم رواه في تاريخ نيسابور عن عائشة فطلبت التاريخ [ ص: 267 ] لأنظر سنده فرأيت منه مجلدات فمررت عليه فلم أر ذلك فيه فليحرر حاله فإنه كثيرا ما يسأل عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : اشتهر على الألسنة أن جبريل لا ينزل إلى الأرض بعد موت النبي- صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              قال الشيخ في «فتاويه» وهذا شيء لا أصل له ، ومن الدليل على بطلانه ما رواه الطبراني عن ميمونة بنت سعد قالت : قلت : يا رسول الله هل يرقد الجنب قال : «ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ فإني أخاف أن يتوفى فلا يجهزه جبريل» .

                                                                                                                                                                                                                              وما رواه أيضا نعيم بن حماد [في كتاب الفتن والطبراني ] من حديث ابن مسعود عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في وصف الدجال قال : «فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا ميكائيل بعثني الله لأمنعه من حرمه [ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرمه] .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الضحاك : في قوله تعالى : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم [القدر 4] إن الروح هنا جبريل ، وإنه ينزل مع الملائكة في ليلة القدر ، ويسلمون على المسلمين في كل سنة .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : قول السيدة عائشة «ألتدم» .

                                                                                                                                                                                                                              قال السهيلي وغيره : الالتدام : ضرب الخد باليد ، واللادم : المرأة التي تلدم والجمع : اللدم بتحريك الدال وقد لدمت المرأة تلدم لدما ولم يدخل هذا في التحريم ، لأن التحريم إنما وقع على الصراخ والنوح ، ولعنت الخارقة والحالقة والصالقة- وهي الرافعة لصوتها- ولم يذكر اللدم لكنه وإن لم يذكر فإنه مكروه في حال المصيبة ، وتركه أحمد إلا على أحمد- صلى الله عليه وسلم- :


                                                                                                                                                                                                                              فالصبر يحمد في المصائب كلها إلا عليك فإنه مذموم     وقد كان يدعى لابس الصبر حازما
                                                                                                                                                                                                                              فأصبح يدعى حازما حين يجزع

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث تفرد به ابن إسحاق ، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحدث ، وقد صرح به فقال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : سمعت عائشة إلخ .

                                                                                                                                                                                                                              وقول السهيلي : إنه لا يدخل في التحريم خلاف الصحيح .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس : في بيان غريب ما سبق

                                                                                                                                                                                                                              «سجيته» : بسين مهملة مفتوحة فجيم : غطيت سائر بدنه . [ ص: 268 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية