تنبيهات
الأول : قال : هذه فضيلة عظيمة القرطبي لإبراهيم ، وخصوصية له ، كما خص موسى بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- يجده متعلقا بساق العرش ، ولا يلزم من هذا أفضليتهما على النبي- صلى الله عليه وسلم- والحكمة في تقدم إبراهيم بالكسوة أنه لما ألقي في النار جرد من ثيابه ، وكان ذلك في ذات الله تعالى ، فصبر واحتسب ، فجوزي بأن جعل ثم يكسى نبينا- صلى الله عليه وسلم- حلة أعظم من كسوة أول من يدفع عنه العري يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، إبراهيم ، ليجبر التأخير بنفاسة الكسوة ، فتكون كأنه كسي معه .
وقيل : لأنه أول من يسبق إلى التستر بالسراويل ، وقيل : لأنه لم يكن في الأرض أخوف لله منه ، فعجلت له كسوته أمانا ليطمئن قلبه .
وقال الحافظ : ويحتمل أن النبي - صلى الله عليه وسلم- خرج من قبره في ثيابه التي فيها ، والحلة التي يكساها حينئذ من حلل الجنة خلعة الكرامة؛ فلهذا قدم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم- .