الباب التاسع في الكلام على حوضه- صلى الله عليه وسلم-
روى عن مسلم - رضي الله تعالى عنه- قال : قال أنس إنا أعطيناك الكوثر [الكوثر : 1] حتى ختمها قال : قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ أتدرون ما الكوثر ؟
قال : هو نهر وعدنيه ربي في الجنة عليه خير كثير هو فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقال : إنك ما تدري ما أحدث بعدك حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب . أغفى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقال : إنه نزلت علي آنفا سورة فقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم»
وروى الإمام عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « أحمد . أعطيت الكوثر ، فإذا هو نهر يجري ولم يشق شقا ، وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ وليس مشقوقا ، فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا هو مسك أذفر [وإذا حصا اللؤلؤ
وروى الشيخان عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « . دخلت الجنة ، فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء ، فإذا هو مسك أذفر] قلت : ما هذا ، يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله
وقد ورد ذكر الحوض ، من رواته بضع وخمسون صحابيا سرد أحاديثهم ، ومن رواها منهم شيخنا- رحمه الله تعالى- في «البدور السافرة» وحاصلها أنه مسيرة شهر طوله مثل عرضه كيزانه من ذهب وفضة أكثر من نجوم السماء وهو أطيب ريحا من المسك وأشد بياضا ، من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج له ميزابان من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من فضة على حافتيه قباب اللؤلؤ . [ ص: 466 ]
وفي لفظ : حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت ، وحصباؤه ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ ، تربته مسك إذفر ، فيه طير ، أعناقها كأعناق الخرز ، من شرب منه لم يظمأ أبدا ، ولم يسود وجهه ، ولم يصرف عنه إنسان فيروى أبدا ، لا يشرب منه من أخفر ذمة النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا من قتل أهل بيته ، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين .