ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  
708 - أيوب بن أبي تميمة السختياني ،  يكنى أبا بكر ، مولى لعنزة ،  واسم أبي تميمة كيسان:  
كان ثقة ثبتا ورعا يستر حاله ، وكان النساك حينئذ يشمرون ثيابهم ، وكان في ذيله بعض الطول ، وحج أربعين حجة . وكان الحسن  يقول: سيد شباب أهل البصرة  أيوب ،  وكان  سفيان بن عيينة  قد لقي ستة وثمانين من التابعين ، وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب .  
أخبرنا محمد بن ناصر   [بإسناد له] ، عن أبي بكر القرشي  قال: حدثني أحمد بن عاصم العباداني ،  عن سعيد بن عامر ،  عن وهب بن جابر ،  قال: قال  أيوب السختياني:  إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل . 
 [ ص: 289 ] 
أخبرنا  ابن ناصر ،  قال: أخبرنا جعفر بن أحمد ،  قال: أخبرنا  أبو علي التميمي ،  قال: حدثنا أبو بكر بن مالك ،  قال: حدثنا  عبد الله بن أحمد ،  قال: حدثني أبي ، قال: حدثني  سليمان بن حرب ،  قال: حدثنا  حماد بن زيد ،  قال: كان أيوب  ربما حدث بالحديث فيرق ، فيلتفت فيمتخط ويقول: ما أشد الزكام! 
أخبرنا إسماعيل بن أبي بكر ،  قال: أخبرنا طاهر بن أحمد ،  قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران ،  قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ،  قال: حدثنا الحسن بن عمر ،  قال: سمعت  بشر بن الحارث  يقول: دخل بديل  على  أيوب السختياني  وقد مد على فراشه سبنية حمراء يدفع الرياء ، فقال له بديل:  ما هذا؟ فقال أيوب:  هذا خير من هذا الصوف الذي عليك . 
أخبرنا  ابن ناصر ،  قال: أخبرنا الفضل بن أحمد ،  قال: أخبرنا  أبو نعيم الأصفهاني ،  قال: حدثنا عثمان بن محمد العثماني ،  قال: حدثنا خالد بن النضر القرشي ،  قال: حدثنا محمد بن موسى الجرشي ،  قال: حدثنا النضر بن كثير السعدي ،  قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد ،  قال: كنت مع أيوب  على حراء  فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي ، فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت: العطش قد خفت على نفسي ، قال: تستر علي؟ قلت: نعم ، فاستحلفني ، فحلفت له ألا أخبر أحدا عنه ما دام حيا ، قال: فغمز برجله على حراء  فنبع الماء حتى رويت وحملت معي من الماء ، قال: فما حدثت به حتى مات . 
قال عبد الواحد:  فأتيت موسى الأسواري  فذكرت ذلك له فقال: ما بهذه البلدة أفضل من الحسن  وأيوب .  توفي في هذه السنة وهو ابن ثلاث وستين . 
709 - إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس:  
أمه أم ولد ، وهو الذي يقال له الإمام ، أوصى إليه أبوه ، وانتشرت دعوته في خراسان  كلها . 
وكان شيعته يختلفون إليه ، ويكاتبونه من خراسان   . ووجه بأبي مسلم  إلى خراسان   [ ص: 290 ] واليا على شيعته ودعاته ، فتجرد أبو مسلم  لمحاربة عمال بني أمية ،  وقوي أمره ، وأظهر لبس السواد ، وغلب على البلاد يدعو إلى الإمام ويعمل بما يرد عليه من مكاتباته من غير أن يظهر للناس اسمه إلا لمن كان من الدعاة والشيعة إلى أن ظهر اسمه وانكشف ، فعلم بالحالة مروان بن محمد ،  فأخذ إبراهيم  فحبسه فمات في حبسه بأرض الشام  وهو ابن ثمان وأربعين سنة . وقيل: إنه هدم عليه بيتا . وقيل: سقي لبنا فأصبح ميتا . 
710 - عبد الله بن ذكوان ، أبو الزناد ، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة:  
وذكر أن أباه [هو] أخو أبي لؤلؤة  قاتل  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه . 
قال  الشعبي:  كفلتني وأبا الزناد  فاطمة بنت عثمان ،  فلم يزل يعلو وأسفل حتى بلغنا ما ترى . مات  أبو الزناد  فجأة بالحجاز  في مغتسله لثلاث عشرة ليلة بقيت من رمضان ، وله ست وستون سنة . 
711 - فرقد بن يعقوب السبخي ، يكنى أبا يعقوب:   
أسند عن  أنس ،  وكان يضعف في الحديث؛ لأنه كان زاهدا متعبدا . 
أخبرنا أحمد بن محمد المذاري ،  قال: أخبرنا الحسن بن أحمد [بن] البناء ،  قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران ،  قال: أخبرنا  ابن صفوان ،  قال: حدثنا عبد الله بن محمد ،  قال: حدثنا هارون بن عبد الله ،  قال: حدثنا سيار ،  قال: حدثنا جعفر ،  قال: سمعت السبخي  يقول: اتخذوا الدنيا ظئرا ، واتخذوا الآخرة أما ، ألم تروا إلى الصبي يلقي نفسه على  [ ص: 291 ] الظئر فإذا ترعرع وعرف والدته ترك ظئره وألقى نفسه على والدته ، وإن الآخرة توشك أن تجيركم . 
712 - منصور بن زاذان  مولى عبد الله بن أبي عقيل الثقفي:  
روى عن الحسن ،   وابن سيرين ،  وأرسل الحديث عن الحسن ،  وكان كثير التعبد والبكاء ، يختم القرآن كل يوم وليلة ختمتين ، ويبكي ويمسح عينيه بعمامته ، ويخلها كورا كورا فيمسح بها ، فإذا ابتلت وضعها بين يديه . 
وقيل له: ألا تخرج بنا إلى الصحراء ، فقال: ينكسر الروزحاء . 
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ،  قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ،  قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ،  قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدقاق ،  قال: حدثنا الحسين بن صفوان ،  قال: أخبرنا أبو بكر القرشي ،  قال: حدثني من سمع عمرو بن عون  يقول: سمعت هشيما  يقول: مكث منصور بن زاذان  يصلي الفجر بوضوء العشاء عشرين سنة . 
أخبرنا المبارك بن أحمد الأنصاري ،  قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السمرقندي ،  قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ،  قال: أخبرنا علي بن محمد المعدل ،  قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ،  قال: حدثنا ابن البراء ،  قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ،  قال: قال هشيم:  لو قيل لمنصور بن زاذان  إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل ، وذلك أنه كان يخرج فيصلي الغداة في جماعة ، ثم يجلس فيسبح حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي إلى الزوال ، ثم يصلي الظهر ، ثم يصلي العصر ، ثم يجلس فيسبح إلى المغرب ، ثم يصلي المغرب ، ثم يصلي العشاء ، ثم ينصرف إلى بيته ، فيكتب عنه في ذلك الوقت . 
توفي في هذه السنة ، وقيل: سنة ثمان وعشرين ، وقيل: في سنة تسع وعشرين . 
 [ ص: 292 ] 
713 - نصر بن سيار ،  أمير خراسان   : 
ولي الولايات ، وروى عنه عكرمة ،  وأسند الحديث ، وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة ، وهو ابن خمس وثمانين سنة . 
714 - واصل بن عطاء ، أبو حذيفة الغزالي ،  مولى بني ضبة ،  وقيل: مولى بني مخزوم ،  وقيل: مولى بني هاشم:  
ولد سنة ثمانين ، وكان يجالس الغزالين ، فقيل له: الغزالي ، كان من رؤساء المعتزلة ،  وكان لا يقيم الراء ، وكان يجتنبها في كلامه . 
وتوفي في هذه السنة . 
 [ ص: 293 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					