3647 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون ، أبو الفضل الباقلاوي:
ولد لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعمائة ، وسمع الحديث الكثير وكتبه ، وله به معرفة حسنة ، روى عنه وحدثنا عنه أشياخنا ، وكان من الثقات ، وشهد عند أبو بكر الخطيب ، ثم صار أمينا له ، ثم ولي إشراف خزانة [ ص: 19 ] الغلات ، وتوفي ضحوة يوم الخميس رابع عشر رجب هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب . أبي عبد الله الدامغاني ،
3648 - تتش بن ألب أرسلان:
قتل في وقعة كانت بينه وبين بركيارق ابن ملك شاه ، وكان وزير تتش أبو المظفر علي بن نظام الملك ، فأسر في الوقعة ، وكان وزير بركيارق أبو بكر عبد الله بن نظام الملك ، فأطلق له أبا المظفر فعزله بركيارق ، واستوزر أبا المظفر .
3649 - حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن مسهرة ، أبو الفضل الحداد الأصبهاني:
سمع خلقا كثيرا ، وقدم بغداد في سنة خمس وثمانين ، فروى "الحلية" عن أبي نعيم وغيره ، وكان أكبر من أخيه أبي علي المعمر ، وكان إماما فاضلا عالما ، صحيح السماع ، محققا في الأخذ . توفي في هذه السنة .
3650 - رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن إبراهيم بن عبد الله [بن الهيثم بن عبد الله]:
وكان عبد الله اسمه: عبد اللات ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ، وعلمه وأرسله إلى اليمامة والبحرين ليعلمهم أمر دينهم ، وقال: "نزع الله من صدرك وصدر ولدك الغل والغش إلى يوم القيامة" .
[ ص: 20 ]
أنبأنا محمد بن ناصر ، أنبأنا أبو محمد التميمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: [سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول]: سمعت يقول: هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا رحل . علي بن أبي طالب
ولد أبو محمد رزق الله سنة أربعمائة ، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة ، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي ، وقرأ بالقراءات السبع ، وسمع أبا عمر بن مهدي ، وابن البادا وابني بشران ، وخلقا كثيرا ، وأخذ الفقه عن القاضي وأبا علي بن شاذان ، أبي علي بن أبي موسى الهاشمي ، وشهد عند أبي عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا قاضي القضاة في يوم السبت النصف من شعبان هذه السنة ، ولم يزل شاهدا إلى أن ولي قضاء القضاة بعد موت أبو عبد الله الدامغاني [فترك الشهادة] ترفعا عن أن يشهد عنده ، فلم يخرج له ، فجاء قاضي القضاة إليه مستدعيا لمودته وشهادته عنده ، فلم يخرج له عن موضعه ، ولم يصحبه مقصوده . ابن ماكولا ،
وكان قد اجتمع للتميمي القرآن ، والفقه ، والحديث ، والأدب ، والوعظ ، وكان جميل الصورة ، فوقع له القبول بين الخواص والعوام ، وجعله الخليفة رسولا إلى السلطان في مهام الدولة ، وله الحلقة في الفقه والفتوى والوعظ بجامع المنصور .
فلما انتقل إلى باب المراتب كانت له حلقة في جامع القصر ، يروي فيها الحديث ويفتي ، وكان يجلس فيها شيخنا وكان يمضي في السنة أربع دفعات في رجب ، وشعبان ، وعرفة ، وعاشوراء ، إلى مقبرة الإمام أحمد ، ويعقد هناك مجلسا للوعظ . ابن ناصر ،
حدثنا عنه أشياخنا ، وقال ابن عقيل: كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد يمنا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي ، وكان أحلى الناس عبارة في النظر ، وأجرأهم قلما في الفتيا ، وأحسنهم وعظا .
أنشدنا قال: أنشدنا ابن ناصر ، أبو محمد التميمي لنفسه:
[ ص: 21 ]
أفق يا فؤادي من غرامك واستمع مقالة محزون عليك شفيق علقت فتاة قلبها متعلق
بغيرك فاستوثقت غير وثيق فأصبحت موثوقا وراحت طليقة
فكم بين موثوق وبين طليق
3651 - عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار ، أبو يوسف القزويني:
أحد شيوخ المعتزلة المجاهرين بالمذهب الدعاة ، قرأ على عبد الجبار الهمذاني ، ورحل إلى مصر وأقام بها أربعين سنة ، وحصل أحمالا من الكتب ، فحملها إلى بغداد ، وكان قاضي القضاة يكرمه ويقوم له ، وروى الحديث أبو عبد الله الدامغاني ببغداد عن أبي عمر بن مهدي ، وفسر القرآن في سبعمائة مجلد ، وجمع فيه العجب ، حتى أنه ذكر قوله تعالى: واتبعوا ما تتلو الشياطين [2: 102] في مجلد .
قال ابن عقيل: كان رجلا طويل اللسان ، يعلم تارة ويسفه أخرى ، ولم يكن محققا في علم ، وكان يفتخر ويقول: أنا معتزلي ، وكان ذلك جهلا منه؛ لأنه يخاطر بدمه في مذهب لا يساوي .
قال: وبلغني عنه أنه لما وكل به الأتراك مطالبة بما اتهموه به من إيداع بني جهير الوزراء عنده أموالا ، قيل له: ادع الله . فقال: ما لله في هذا شيء ، هذا فعل الظلمة .
قال ابن عقيل: هذا قول خرف؛ لأنه إن قصد بذلك التعديل ونفي الجور فقد [ ص: 22 ] أخرج الله سبحانه وتعالى عن التقدير ، ثم هب أنه ليس هو المقدر لذلك أليس بقادر على المنع والدفع؟!
قال شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي: دخل أبو يوسف على نظام الملك وعنده أبو محمد التميمي ورجل آخر أشعري ، فقال له: أيها الصدر ، قد اجتمع عندك رؤوس أهل النار . فقال: كيف؟ فقال: أنا معتزلي وهذا مشبه ، وذاك أشعري ، وبعضنا يكفر بعضا .
توفي أبو يوسف في ذي القعدة من هذه السنة [وقد بلغ ستا وتسعين سنة] ، وما تزوج إلا في آخر عمره ، ودفن بمقبرة الخيزران قريبا من أبي حنيفة .