الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1477 حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن يحيى بن يعمر عن سليمان بن صرد الخزاعي عن أبي بن كعب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبي إني أقرئت القرآن فقيل لي على حرف أو حرفين فقال الملك الذي معي قل على حرفين قلت على حرفين فقيل لي على حرفين أو ثلاثة فقال الملك الذي معي قل على ثلاثة قلت على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( أقرئت القرآن ) : بصيغة المجهول أي أقرأني جبريل عم ( فقيل لي ) : القائل هو الله تعالى على لسان الملائكة أتقرأ يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( على حرف ) : واحد ( أو ) : للتخيير أي أو تقرأ على ( حرفين ) : تسهيلا للأمة ( قل ) : يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إني أقرأ ( على حرفين قلت على حرفين ) : أي أقرأ على حرفين ( حتى بلغ ) : ذلك القائل المفهوم من قبل أو جبريل أو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( سبعة أحرف ) : أي إلى سبعة أحرف ( ثم قال ) : ذلك القائل ( ليس منها ) : أي من سبعة أحرف ( إلا شاف ) : أي للعليل في فهم المقصود ( كاف ) : للإعجاز في إظهار البلاغة ، وقيل أي شاف لصدور المؤمنين في إثبات المطلوب للاتفاق في المعنى وكاف في الحجة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الكافرين كذا في المرقاة ( قلت ) : يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( سميعا عليما ) : مكان قوله ( عزيزا حكيما ) : يكفيك ولا يضرك ( ما لا تختم ) : يا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( آية عذاب برحمة ) : أي مكان آية رحمة ( آية رحمة بعذاب ) : فلا يجوز لك . وهذا يفيد أنه كما رخص للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في اللغات السبع كذلك رخص له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رؤوس الآيات بما يناسب المقام من أسماء الله تعالى من غير تقييد ببعض ، ولكن لا يجوز هذا التغير والتبدل لكل أحد ولم يرخص في ذلك عموما بل لا بد أن يقتصر في القراءة على ما ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه أكثر الأئمة من السلف والخلف والله أعلم . كذا في غاية المقصود . والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية