المنع : الحيلولة بين المريد ومراده . ولما كان الشيء قد يمنع صيانة ، صار المنع متعارفا في المتنافس فيه ; قاله الراغب . وفعله : منع يمنع ، بفتح النون ، وهو القياس ؛ لأن لام الفعل أحد حروف الحلق . المساجد : معروفة ، وسيأتي الكلام على المفرد أول ما يذكر في القرآن ، إن شاء الله . السعي : المشي بسرعة ، وهو دون العدو ، ثم يطلق على الطلب ، كما قال امرؤ القيس :
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة كفاني ولم أطلب قليل من المال ولكنما أسعى لمجد مؤثل
وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
فسره الشراح بالطلب . الخراب : ضد العمارة ، وهو مصدر خرب الشيء يخرب خرابا ، ويوصف به فيقال : منزل خراب ، واسم الفاعل : خرب ، كما قال أبو تمام :
ما ربع مية معمورا يطيف به غيلان أبهى ربى من ربعها الخرب
والخرب : ذكر الحبارى ، يجمع على خربان . المشرق والمغرب : مكان الشروق والغروب ، وهما من الألفاظ التي جاءت على مفعل ، بكسر العين شذوذا ، والقياس الفتح ؛ لأن كل فعل ثلاثي لم تكسر عين مضارعه ، فقياس صوغ المصدر منه والزمان والمكان مفعل ، بفتح العين . أين : من ظروف المكان ، وهو مبني لتضمنه في الاستفهام معنى حرفه ، وفي الشرط معنى حرفه ، وإذا كان للشرط جاز أن تزيد بعده ما ، ومما جاء فيه شرطا بغير ما قوله :
أين تضرب بنا العداة تجدنا
وزعم بعضهم أن أصل أين : السؤال عن الأمكنة . ثم : ظرف مكان يشار به للبعيد ، وهو مبني لتضمنه معنى الإشارة ، وهو لازم للظرفية ، لم يتصرف فيه بغير من يقول : من ثم كان كذا . وقد وهم من أعربها مفعولا به في قوله : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ) . بل : مفعول رأيت محذوف . واسع : اسم فاعل من وسع يسع سعة ووسعا ، ومقابله ضاق ، إلا أن وسع يأتي متعديا : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) ، ( ورحمتي وسعت كل شيء ) . الولد : معروف ، وهو فعل بمعنى مفعول ، كالقبض والنقض ، ولا ينقاس فعل بمعنى مفعول ، وفعله : ولد يلد ولادة ووليدية ، وهذا المصدر الثاني غريب . القنوت : القيام ، ومنه أفضل الصلاة طول القنوت ، أي القيام ، والطاعة والعبادة والدعاء . قنت شهرا : دعا . البديع : النادر الغريب الشكل . بدع يبدع بداعة فهو بديع ، إذا كان نادرا غريب الصورة في الحسن ، وهو راجع لمعنى الابتداع ، وهو الاختراع والإنشاء . قضى : قدر ، ويجيء بمعنى أمضى . قضى يقضي قضاء . قال :
سأغسل عني العار بالسيف جالبا علي قضاء الله ما كان جالبا
قال الأزهري : قضى على وجوه ، مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه ، قال أبو ذؤيب :
وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبع
وقال الشماخ في عمر :
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق
فيكون بمعنى خلق : ( فقضاهن سبع سماوات ) ، وأعلم : ( بني إسرائيل في الكتاب وقضينا إلى ) ، وأمر : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) ، وألزم ، منه : قضى القاضي ، ووفى : ( فلما قضى موسى الأجل ) ، وأراد : ( إذا قضى أمرا ) . [ ص: 356 ] لولا : حرف تحضيض ، وجاء ذلك في القرآن كثيرا ، وحكمها حكم هلا ، وتأتي أيضا حرف امتناع لوجود ، وأحكامها بمعنييها مذكورة في كتب النحو ، ومنها أن التحضيضية لا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا ، وتلك لا يليها إلا الاسم ، على خلاف في إعرابه . الجحيم : إحدى طبقات النار - أعاذنا الله منها - وقال الفراء : الجحيم : النار على النار . وقال أبو عبيد : النار المستحكمة المتلظية . وقال : النار الشديدة الوقود ، يقال جحمت النار تجحم : اشتد وقودها . وهذه كلها أقوال يقرب بعضها من بعض . وقال الزجاج ابن فارس : الجاحم : المكان الشديد الحر ، ويقال لعين الأسد : جحمة ، لشدة توقدها ، ويقال لشدة الحر : جاحم ، قال :
والحرب لا يبقى لجا حمها التخيل والمراح
الرضا : معروف ، ويقابله الغضب ، وفعله رضي يرضى رضا بالقصر ، ورضاء بالمد ، ورضوانا ، فياؤه منقلبة عن واو يدل على ذلك الرضوان ، والأكثر تعديته بعن وقد جاء تعديته بعلى ، قال :
إذا رضيت علي بنو قشير
وخرج على أن يكون على بمعنى عن ، أو على تضمين رضي معنى عطف ، فعدي بعلى كما تعدى عطف . الملة : الطريقة ، وكثر استعمالها بمعنى الشريعة ، فقيل : الاشتقاق من أمللت ؛ لأن الشريعة تبتنى على متلو ومسموع . وقيل : من قولهم طريق ممل ، أي قد أثر المشي فيه . الخسران والخسارة : هو النقص من رأس المال في التجارة ، هذا أصله ، ثم يستعمل في النقص مطلقا ، وفعله متعد ، كما أن مقابله متعد ، وهو الربح . تقول : خسر درهما ، كما تقول : ربح درهما . وقال : ( خسروا أنفسهم وأهليهم ) .