[ ص: 497 ] قبل : ظرف مكان ، تقول : زيد قبلك . وشرح المعنى : أنه في المكان الذي هو مقابلك فيه . وقد يتسع فيه فيكون بمعنى العندية المعنوية . تقول لي : قبل زيد دين . الرقاب : جمع رقبة ، والرقبة : مؤخر العنق ، واشتقاقها من المراقبة ، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم . ولهذا المعنى يقال : أعتق الله رقبته ، ولا يقال : أعتق الله عنقه ; لأنها لما سميت رقبة ، كانت كأنها تراقب العذاب . ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد : رقوب ، لأجل مراعاتها موت ولدها . قال في المنتخب : وفعال جمع يطرد لفعلة ، سواء كانت اسما نحو : رقبة ورقاب ، أو صفة نحو : حسنة وحسان ، وقد يعبر بالرقبة عن الشخص بجملته . البأساء : اسم مشتق من البؤس ، إلا أنه مؤنث وليس بصفة ، وقيل : هو صفة أقيمت مقام الموصوف . والبؤس والبأساء : الفقر ، يقال منه : بئس الرجل ، إذا افتقر ، قال الشاعر :
ولم يك في بؤس إذا بات ليلة يناغي غزالا ساجي الطرف أكحلا
والبأس : شدة القتال ، ومنه حديث علي : كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ويقال : بؤس الرجل ، أي شجع . الضراء : من الضر ، فقيل : ليس بصفة ، وقيل : هو صفة أقيمت مقام الموصوف . وفي الحديث : " " . وقال أهل اللغة : الضراء ، بالفتح : ضد النفع ، والضر ، بالضم الزمانة . " القصاص " : مصدر قاص يقاص مقاصة وقصاصا ; نحو : قاتل يقاتل مقاتلة وقتالا . والقصاص : مقابلة الشيء بمثله ، ومنه : قتل من قتل بالمقتول ، وأصله من قصصت الأثر : أي اتبعته ; لأنه اتباع بدم المقتول ، ومنه قص الشعر : اتباع أثره . الحر : معروف ، تقول : حر الغلام يحر حرية فهو حر ، وجمعه ، أعني فعلا الصفة على أحرار محفوظ . وقالوا مروا مرارا ، فإن كانت فعلا صفة للآدميين ، جمعت الواو والنون ، وكما أن أحرارا محفوظ في الجمع ، كذلك حرائر محفوظ في جمع حرة مؤنثة . " القتلى " : جمع قتيل ، وهو منقاس في فعيل ، الوصف بمعنى ممات أو موجع . " الأنثى " : معروف ، وهي فعلى ، الألف فيه للتأنيث ، وهو مقابل الذكر الذي هو مقابل للمرأة . ويقال للخصيتين أنثيان ، وهذا البناء لا تكون ألفه إلا للتأنيث ، ولا تكون للإلحاق ، لفقد فعلل في كلامهم . الأداء : بمعنى التأدية ، أديت الدين : قضيته ، وأدى عنك رسالة : بلغها . أنه لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، أي لا يبلغ . " أولوا " : من الأسماء التي هي في الرفع بالواو ، وفي الجر والنصب بالياء . ومعنى " أولوا " : أصحاب ، ومفرده من غير لفظه ، وهو ذو بمعنى : صاحب . وأعرب هذا الإعراب على جهة الشذوذ ، ومؤنثه أولات بمعنى : صاحبات ، وإعرابها كإعرابها ، فترفع بالضمة وتجر وتنصب بالكسرة ، وهما لازمان للإضافة إلى اسم جنس ظاهر ، وكتبا في المصحف بواو بعد الألف ، ولو سميت بأولوا ، زدت نونا فقلت : جاء من أولون ، ورأيت أولين ، ومررت بأولين ، نص على ذلك وأعوذ بك من ضر أو مضرة ; لأنها حالة إضافتها مقدر سقوط نون منها لأجل الإضافة . كما تقول : ضاربو زيد ، وضاربين زيدا . " الألباب " : جمع لب ، وهو العقل الخالي من الهوى ، سمي بذلك ، إما لبنائه من قولهم : ألب بالمكان ، ولب به : أقام ، وإما من اللباب ، وهو الخالص . وهذا الجمع مطرد ، أعني أن يجمع فعل اسم على أفعال ، والفعل منه على فعل بضم العين وكسرها ، قالوا : لببت . ولببت ومجيء المضاعف على فعل بضم العين شاذ ، استغنوا عنه بفعل نحو : عز يعز ، وخف يخف . فما جاء من ذلك شاذا : لببت ، وسررت ، وفللت ، ودممت ، وعززت . وقد سمع الفتح فيها إلا في : لببت ، فسمع الكسر كما ذكرنا . الجنف : الجور ، جنف ، بكسر النون ، يجنف ، فهو جنف وجانف عن النحاس ، قال الشاعر : سيبويه
إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي وقد جنفت علي خصوم
[ ص: 498 ] وقيل : الجنف : الميل ، ومنه قول الأعشى :
تجانف عن حجر اليمامة ناقتي وما قصدت من أهلها لسوائكا
وقال آخر :
هم المولى وإن جنفوا علينا وإنا من لقائهم لزور
ويقال : أجنف الرجل ، جاء بالجنف ، كما يقال : ألام الرجل ، أتى بما يلام عليه ، وأخس : أتى بخسيس .