: إلى : حرف جر له معان
أشهرها : انتهاء الغاية زمانا ، نحو : ثم أتموا الصيام إلى الليل [ البقرة : 187 ] . أو مكانا ، نحو : إلى المسجد الأقصى [ الإسراء : 1 ] :
أو غيرهما ، نحو : والأمر إليك [ النمل : 33 ] ، أي : منته إليك ، ولم يذكر لها الأكثرون غير هذا المعنى .
وزاد ابن مالك وغيره تبعا للكوفيين معاني أخر :
منها المعية : وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر في الحكم به أو عليه أو التعلق ، نحو : من أنصاري إلى الله [ آل عمران : 52 ] ، وأيديكم إلى المرافق [ المائدة : 6 ] ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم [ النساء : 2 ] .
قال الرضي : والتحقيق أنها للانتهاء ، أي : مضافة إلى المرافق ، وإلى أموالكم .
وقال غيره : ما ورد من ذلك مئول على تضمين العامل وإبقاء ( إلى ) على أصلها ، والمعنى في الآية الأولى : من يضيف نصرته إلى نصرة الله ؟ أو من ينصرني حال كوني ذاهبا إلى الله .
ومنها : الظرفية كفي ، نحو : ليجمعنكم إلى يوم القيامة [ النساء : 87 ] ، أي : فيه ، هل لك إلى أن تزكى [ النازعات : 18 ] ، أي : في أن .
ومنها : مرادفة اللام ، وجعل منه : ( والأمر إليك ) أي : لك . وتقدم أنه من الانتهاء .
ومنها : التبيين ، قال ابن مالك : وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا أو بغضا ، [ ص: 471 ] من فعل تعجب أو اسم تفضيل ، نحو : ( رب السجن أحب إلي ) [ يوسف : 33 ] .
ومنها : التوكيد ، وهي الزائدة ، نحو : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم [ إبراهيم : 37 ] في قراءة بعضهم بفتح الواو ، أي : تهواهم . قاله الفراء . وقال غيره : هو على تضمين ( تهوى ) معنى ( تميل ) .
تنبيه :
حكى ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن : أن ( إلى ) تستعمل اسما ، فيقال : انصرفت من إليك ، كما يقال : غدوت من عليه . وخرج عليه من القرآن قوله تعالى : ابن الأنباري وهزي إليك بجذع النخلة [ مريم : 25 ] وبه يندفع إشكال أبي حيان فيه : بأن القاعدة المشهورة أن الفعل لا يتعدى إلى ضمير يتصل بنفسه أو بالحرف ، وقد رفع المتصل ، وهما لمدلول واحد ، في غير باب ظن .