. أنى : اسم مشترك بين الاستفهام والشرط
فأما الاستفهام : فترد فيه بمعنى كيف ، نحو : أنى يحيي هذه الله بعد موتها [ البقرة : 259 ] ، أنى يؤفكون [ التوبة : 30 ] . ومن أين ، نحو : أنى لك هذا [ آل عمران : 37 ] ، أي : من أين أتى هذا : أي : من أين جاءنا .
قال في " عروس الأفراح " : والفرق بين ( أين ) و ( من أين ) أن ( أين ) سؤال عن المكان الذي حل فيه الشيء ، و ( من أين ) سؤال عن المكان الذي برز منه الشيء . وجعل من هذا المعنى ما قرئ شاذا : ( أنى صببنا الماء صبا ) .
وبمعنى متى ، وقد ذكرت المعاني الثلاثة في قوله تعالى : فأتوا حرثكم أنى شئتم [ البقرة : 223 ] .
وأخرج الأول من طريق عن ابن جرير ، وأخرج الثاني عن ابن عباس واختاره ، وأخرج الثالث عن الربيع بن أنس الضحاك ، وأخرج قولا رابعا عن وغيره ، أنها بمعنى : ( حيث شئتم ) . ابن عمر
[ ص: 480 ] واختار أبو حيان وغيره أنها في الآية شرطية ، وحذف جوابها لدلالة ما قبلها عليه ; لأنها لو كانت استفهامية لاكتفت بما بعدها ، كما هو شأن الاستفهامية ، أن تكتفي بما بعدها ; أي : تكون كلاما يحسن السكوت عليه إن كان اسما أو فعلا .