: الفاء : ترد على أوجه
أحدها : ، فتفيد ثلاثة أمور : أن تكون عاطفة
أحدها : ، معنويا كان نحو : الترتيب فوكزه موسى فقضى عليه [ القصص : 15 ] أو ذكريا ، وهو عطف مفصل على مجمل ، نحو : فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه [ البقرة : 36 ] سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة [ النساء : 153 ] . ونادى نوح ربه فقال رب [ هود : 45 ] . الآية وأنكره - أي : الترتيب - الفراء واحتج بقوله : أهلكناها فجاءها بأسنا [ الأعراف : 4 ] .
وأجيب بأن المعنى : أردنا إهلاكها .
ثانيها : ، وهو في كل شيء بحسبه ، وبذلك ينفصل عن التراخي في نحو : التعقيب أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة [ الحج : 63 ] خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة [ المؤمنون : 14 ] .
ثالثها : ، نحو : السببية غالبا فوكزه موسى فقضى عليه [ القصص : 15 ] فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه [ البقرة : 37 ] لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم [ الواقعة : 52 - 54 ] .
وقد تجيء لمجرد الترتيب ، نحو : فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم [ الذاريات : 26 - 27 ] . فأقبلت امرأته في صرة فصكت [ الذاريات : 29 ] . فالزاجرات زجرا فالتاليات [ الصافات : 2 - 3 ] .
الوجه الثاني : ، نحو : أن يكون لمجرد السببية من غير عطف إنا أعطيناك الكوثر فصل [ الكوثر : 1 - 2 ] . إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر ، وعكسه .
الثالث : : أن تكون رابطة للجواب حيث لا يصلح لأن يكون شرطا
بأن كان جملة اسمية ، نحو : إن تعذبهم فإنهم عبادك [ المائدة : 118 ] . وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير [ الأنعام : 17 ] .
[ ص: 505 ] أو فعلية فعلها جامد ، نحو : إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين [ الكهف : 39 - 40 ] . ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء [ آل عمران : 28 ] إن تبدوا الصدقات فنعما هي [ البقرة : 271 ] . ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا [ النساء : 38 ] أو إنشائي ، نحو : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني [ آل عمران : 31 ] فإن شهدوا فلا تشهد معهم [ الأنعام : 150 ] .
واجتمعت الاسمية والإنشائية في قوله : إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين [ الملك : 30 ] .
أو ماض لفظا ومعنى ، نحو : إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل [ يوسف : 77 ] .
أو مقرون بحرف استقبال ، نحو : من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم [ المائدة : 54 ] وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [ آل عمران : 115 ] .
وكما تربط الجواب بشرطه تربط شبه الجواب بشبه الشرط ، نحو : إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين إلى قوله : فبشرهم [ آل عمران : 21 ] .
الوجه الرابع : ، وحمل عليه أن تكون زائدة : الزجاج هذا فليذوقوه [ ص : 57 ] . ورد بأن الخبر : حميم [ ص : 57 ] وما بينهما معترض .
وخرج عليه الفارسي : بل الله فاعبد [ الزمر : 66 ] . وغيره ولما جاءهم كتاب من عند الله إلى قوله : فلما جاءهم ما عرفوا [ البقرة : 89 ] .
الخامس : أن تكون للاستئناف ، وخرج عليه كن فيكون [ البقرة : 117 ] بالرفع .