اللام
: جارة ، وناصبة ، وجازمة ، ومهملة غير عاملة . اللام : أربعة أقسام
: مكسورة مع الظاهر ، وأما قراءة بعضهم : ( الحمد لله ) فالضمة عارضة للإتباع ، مفتوحة مع الضمير إلا الياء . ولها معان : فالجارة
الاستحقاق : وهي الواقعة بين معنى وذات ، نحو : ( الحمد لله ) . ( لله الأمر ) [ الروم : 4 ] . ( ويل للمطففين ) [ المطففين : 1 ] . ( لهم في الدنيا خزي ) [ البقرة : 114 ] .
والاختصاص : نحو : ( إن له أبا ) [ يوسف : 78 ] . ( فإن كان له إخوة ) [ النساء : 11 ] .
والملك : نحو : ( له ما في السماوات وما في الأرض ) [ البقرة : 255 ] .
والتعليل : نحو : ( وإنه لحب الخير لشديد ) [ العاديات : 8 ] . أي : وإنه من أجل حب المال لبخيل . ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ) [ آل عمران : 81 ] الآية في قراءة حمزة ، أي : لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ، ثم لمجيء محمد [ ص: 516 ] - صلى الله عليه وسلم - ( مصدق لما معكم لتؤمنن به ) [ آل عمران : 81 ] ف ( ما ) مصدرية واللام تعليلية - وقوله ( لإيلاف قريش ) [ قريش : 1 ] - وتعلقها ب ( فليعبدوا ) وقيل : بما قبله ، أي : ( فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش ) [ الفيل : 5 ، وقريش : 1 ] ورجح بأنهما في مصحف أبي سورة واحدة .
وموافقة : ( إلى ) : نحو : ( بأن ربك أوحى لها ) [ الزلزلة : 5 ] ( كل يجري لأجل مسمى ) [ الرعد : 2 ] .
و ( على ) نحو : ( ويخرون للأذقان ) [ الإسراء : 109 ] . ( دعانا لجنبه ) [ يونس : 12 ] ( وتله للجبين ) [ الصافات : 103 ] . ( وإن أسأتم فلها ) [ الإسراء : 7 ] . ( لهم اللعنة ) [ الرعد : 25 ] أي : عليهم ، كما قال . الشافعي
و ( في ) نحو : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) [ الأنبياء : 47 ] . ( لا يجليها لوقتها إلا هو ) [ الأعراف : 187 ] . ( ياليتني قدمت لحياتي ) [ الفجر : 24 ] . أي : في حياتي . وقيل : هي فيها للتعليل ، أي : لأجل حياتي في الآخرة .
و ( عند ) : كقراءة الجحدري ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم ) [ ق : 5 ] .
و ( بعد ) : نحو : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) [ الإسراء : 78 ] .
و ( عن ) : نحو : ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) [ الأحقاف : 11 ] أي : عنهم وفي حقهم . لا أنهم خاطبوا به المؤمنين ، وإلا لقيل : ( ما سبقتمونا ) .
والتبليغ : وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه كالإذن .
والصيرورة : وتسمى لام العاقبة ، نحو : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) [ القصص : 8 ] فهذا عاقبة التقاطهم لا علته ; إذ هي التبني . ومنع قوم ذلك وقالوا : هي للتعليل مجازا ; لأن كونه عدوا لما كان ناشئا عن الالتقاط - وإن لم يكن غرضا لهم - نزل منزلة الغرض على طريق المجاز .
وقال أبو حيان : الذي عندي أنها للتعليل حقيقة ، وأنهم التقطوه ليكون لهم عدوا ; وذلك على حذف مضاف تقديره ( لمخافة أن يكون ) كقوله : ( يبين الله لكم أن تضلوا ) [ النساء : 176 ] أي : كراهة أن تضلوا . انتهى .
[ ص: 517 ] والتأكيد : وهي الزائدة ، أو المقوية للعامل الضعيف لفرعية أو تأخير ، نحو : ( ردف لكم ) [ النمل : 72 ] . ( يريد الله ليبين لكم ) [ النساء : 26 ] ، ( وأمرنا لنسلم ) [ الأنعام : 71 ] ( فعال لما يريد ) [ هود : 107 ] . ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) [ يوسف : 43 ] . ( وكنا لحكمهم شاهدين ) [ الأنبياء : 78 ] .
والتبيين للفاعل أو المفعول : نحو : ( فتعسا لهم ) [ محمد : 8 ] . ( هيهات هيهات لما توعدون ) [ المؤمنون : 36 ] . ( هيت لك ) [ يوسف : 23 ] .
. وادعى والناصبة : هي لام التعليل الكوفيون النصب بها ، وقال غيرهم : بأن مقدرة في محل جر باللام .
والجازمة : وهي لام الطلب ، وحركتها الكسر ، وسليم تفتحها ، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها ، نحو : ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ) [ البقرة : 186 ] . وقد تسكن بعد ثم ، نحو : ( ثم ليقضوا ) [ الحج : 29 ] . وسواء كان الطلب أمرا ، نحو : ( لينفق ذو سعة ) [ الطلاق : 7 ] أو دعاء ، نحو : ( ليقض علينا ربك ) [ الزخرف : 77 ] .
وكذا لو خرجت إلى الخبر ، نحو : ( فليمدد له الرحمن ) [ مريم : 75 ] . ( ولنحمل خطاياكم ) [ العنكبوت : 12 ] .
أو التهديد ، : نحو : ( ومن شاء فليكفر ) [ الكهف : 29 ] .
وجزمها فعل الغائب كثير ، نحو : فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك [ النساء : 102 ] . وفعل المخاطب قليل ، ومنه ( فبذلك فلتفرحوا ) [ يونس : 58 ] . في قراءة التاء ، وفعل المتكلم أقل ، ومنه ( ولنحمل خطاياكم ) [ العنكبوت : 12 ] .
وغير العاملة أربع :
: وفائدتها أمران : توكيد مضمون الجملة ; ولهذا زحلقوها في باب ( إن ) عن صدر الجملة ، كراهة توالي مؤكدين . وتخليص المضارع للحال . لام الابتداء
وتدخل في المبتدإ ، نحو : ( لأنتم أشد رهبة ) [ الحشر : 13 ] .
وفي خبر ( إن ) نحو : ( إن ربي لسميع الدعاء ) [ إبراهيم : 39 ] . ( وإن ربك ليحكم بينهم ) [ النحل : 124 ] . ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [ القلم : 4 ] . واسمها المؤخر ، نحو : ( إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة ) [ الليل : 12 - 13 ] .
واللام الزائدة في خبر ( أن ) المفتوحة : كقراءة ( سعيد بن جبير إلا أنهم ليأكلون الطعام ) [ الفرقان : 20 ] . وفي المفعول ، كقوله ( يدعو لمن ضره أقرب من نفعه ) [ الحج : 13 ] .
[ ص: 518 ] ولام الجواب للقسم : أو ( لو ) أو ( لولا ) نحو : تالله لقد آثرك الله [ يوسف : 91 ] وتالله لأكيدن أصنامكم [ الأنبياء : 57 ] . لو تزيلوا لعذبنا [ الفتح : 25 ] . ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض [ البقرة : 251 ] .
واللام الموطئة : وتسمى المؤذنة ، وهي الداخلة على أداة شرط ، للإيذان بأن الجواب بعدها معها مبني على قسم مقدر ، نحو : لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار [ الحشر : 12 ] . وخرج عليها قوله تعالى : ( لما آتيتكم من كتاب وحكمة ) [ آل عمران : 81 ] .