من
: حرف جر ، له معان : من
أشهرها : ابتداء الغاية ، مكانا وزمانا وغيرهما ، نحو : من المسجد الحرام [ الإسراء : 1 ] من أول يوم [ التوبة : 108 ] إنه من سليمان [ النمل : 30 ] .
والتبعيض : بأن يسد ( بعض ) مسدها ، نحو : حتى تنفقوا مما تحبون [ آل عمران : 92 ] . وقرأ : ( بعض ما تحبون ) . ابن مسعود
والتبيين : وكثيرا ما تقع بعد ( ما ) و ( مهما ) . نحو : ما يفتح الله للناس من رحمة [ فاطر : 2 ] ما ننسخ من آية [ البقرة : 106 ] مهما تأتنا به من آية [ الأعراف : 132 ] ومن وقوعها بعد غيرهما : فاجتنبوا الرجس من الأوثان [ الحج : 30 ] من أساور من ذهب [ الكهف : 31 ] .
[ ص: 534 ] والتعليل : نحو : مما خطيئاتهم أغرقوا [ نوح : 25 ] يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق [ البقرة : 19 ] .
والفصل : - بالمهملة - وهي الداخلة على ثاني المتضادين ، نحو : يعلم المفسد من المصلح [ البقرة : 220 ] . حتى يميز الخبيث من الطيب [ آل عمران : 179 ] .
والبدل : نحو : أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة [ التوبة : 38 ] أي : بدلها ، لجعلنا منكم ملائكة في الأرض [ الزخرف : 60 ] .
وتنصيص العموم : نحو : وما من إله إلا الله [ آل عمران : 62 ] قال في الكشاف : هو بمنزلة البناء على الفتح في لا إله إلا الله في إفادة معنى الاستغراق .
ومعنى الباء : نحو : ينظرون من طرف خفي [ الشورى : 45 ] أي : به .
وعلى : نحو : ونصرناه من القوم [ الأنبياء : 77 ] أي : عليهم .
وفي : نحو : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة [ الجمعة : 9 ] أي : فيه . وفي الشامل عن : أن ( من ) في قوله تعالى : الشافعي فإن كان من قوم عدو لكم بمعنى ( في ) بدليل قوله : وهو مؤمن [ النساء : 92 ] .
وعن : نحو : قد كنا في غفلة من هذا [ الأنبياء : 97 ] أي : عنه .
وعند : نحو : لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله [ آل عمران : 10 ] أي : عند .
والتأكيد : وهي الزائدة في النفي أو النهي أو الاستفهام ، نحو : وما تسقط من ورقة إلا يعلمها [ الأنعام : 59 ] . ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور [ الملك : 3 ] .
وأجازها قوم في الإيجاب ، وخرجوا عليه : ولقد جاءك من نبإ المرسلين [ الأنعام : 34 ] يحلون فيها من أساور [ الكهف : 31 ] . من جبال فيها من برد [ النور : 43 ] . يغضوا من أبصارهم [ النور : 30 ] .
فائدة : أخرج ، من طريق ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : لو أن ابن عباس إبراهيم حين دعا قال " فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم " لازدحمت عليه اليهود والنصارى ، ولكنه خص حين قال : أفئدة من الناس [ إبراهيم : 37 ] فجعل ذلك للمؤمنين .
[ ص: 535 ] وأخرج عن مجاهد ، قال : لو قال إبراهيم : " فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم ، لزاحمتكم عليه الروم وفارس " وهذا صريح في فهم الصحابة والتابعين التبعيض من ( من ) .
وقال بعضهم : حيث وقعت يغفر لكم في خطاب المؤمنين لم تذكر معها ( من ) كقوله في الأحزاب ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم [ الأحزاب : 70 - 71 ] . وفي الصف : ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم إلى قوله : يغفر لكم ذنوبكم [ الصف : 10 - 12 ] .
وقال في خطاب الكفار في سورة نوح [ 4 ] : يغفر لكم من ذنوبكم [ نوح : 4 ] وكذا في سورة إبراهيم [ 10 ] وفي سورة الأحقاف [ 31 ] ، وما ذاك إلا للتفرقة بين الخطابين لئلا يسوى بين الفريقين في الوعد ، ذكره في الكشاف .