فرع .
الذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها : أن : خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل ; وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة ، وصح نزول عشر آيات من أول ( المؤمنون ) جملة ، وصح نزول القرآن كان ينزل بحسب الحاجة غير أولي الضرر [ النساء : 95 ] وحدها ; وهي بعض آية . وكذا قوله وإن خفتم عيلة [ التوبة : 28 ] إلى آخر الآية ، نزلت بعد نزول أول الآية كما حررناه في أسباب النزول ، وذلك بعض آية .
[ ص: 164 ] وأخرج ابن أشتة في كتاب " المصاحف " ، عن عكرمة في قوله بمواقع [ الواقعة : 75 ] قال : أنزل الله القرآن نجوما ثلاث آيات ، وأربع آيات ، وخمس آيات .
وقال النكزاوي في كتاب " الوقف " : كان القرآن ينزل مفرقا ، الآية والآيتين والثلاث والأربع ، وأكثر من ذلك .
وأخرجه ، من طريق ابن عساكر ، قال : كان أبي نضرة يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ، ويخبر أن أبو سعيد الخدري جبريل نزل بالقرآن خمس آيات ، خمس آيات .
وأما ما أخرجه البيهقي في الشعب من طريق أبي خلدة عن أبي العالية ، عن عمر قال : تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات ; فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسا خمسا .
ومن طريق ضعيف عن علي قال : أنزل القرآن خمسا خمسا إلا سورة الأنعام ، ومن حفظ خمسا خمسا لم ينسه .
فالجواب : أن معناه - إن صح - إلقاؤه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القدر حتى يحفظه ، ثم يلقي إليه الباقي ، لا إنزاله بهذا القدر خاصة . ويوضح ذلك ما أخرجه البيهقي - أيضا - عن خالد بن دينار ، قال : قال لنا أبو العالية : جبريل خمسا خمسا . تعلموا القرآن خمس آيات ، خمس آيات فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان [ ص: 165 ] يأخذه من