فصل .
كالسور المسماة ب ( الم ) و ( الر ) على القول بأن فواتح السور أسماء لها . وكما سميت السورة الواحدة بأسماء ، سميت سور باسم واحد
فائدة في إعراب أسماء السور :
قال أبو حيان في " شرح التسهيل " :
ما سمي منها بجملة تحكى نحو : قل أوحي [ الجن : 1 ] و أتى أمر الله [ النحل : 1 ] [ ص: 205 ] أو بفعل لا ضمير فيه أعرب إعراب ما لا ينصرف ، إلا ما في أوله همزة وصل ، فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء في الوقف ويكتب بهاء على صورة الوقف ، فتقول : قرأت ( اقتربة ) ، وفي الوقف : ( اقتربه ) .
أما الإعراب فلأنها صارت اسما والأسماء معربة إلا لموجب بناء .
وأما قطع همزة الوصل : فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها .
وأما قلب تائها هاء ; فلأن ذك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء .
وأما كتبها هاء : فلأن الخط تابع للوقف غالبا .
وما سمي منها باسم :
فإن كان من حروف الهجاء - وهو حرف واحد - وأضيفت إليه سورة ، فعند ابن عصفور ، أنه موقوف لا إعراب فيه ، وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان : الوقف والإعراب :
أما الأول - ويعبر عنه بالحكاية - فلأنها حروف مقطعة تحكى كما هي .
وأما الثاني فعلى جعله أسماء لحروف الهجاء ، وعلى هذا يجوز صرفه بناء على تذكير الحرف ومنعه بناء على تأنيثه . فإن لم تضف إليه سورة لا لفظا ولا تقديرا فلك الوقف والإعراب مصروفا وممنوعا .
وإن كان أكثر من حرف : فإن وازن الأسماء الأعجمية - ك ( طس ) ( حم ) - وأضيفت إليه سورة أم لا ، فلك الحكاية والإعراب ممنوعا ، لموازنة قابيل وهابيل ، وإن لم يوازن فإن أمكن فيه التركيب كطاسين ميم وأضيفت إليه سورة فلك الحكاية والإعراب ، إما مركبا مفتوح النون كحضر موت ، أو معرب النون مضافا لما بعده ومصروفا وممنوعا على اعتقاد التذكير والتأنيث . وإن لم تضف إليه سورة ، فالوقف على الحكاية . والبناء كخمسة عشر والإعراب ممنوع ، وإن لم يكن التركيب فالوقف ليس إلا أضيفت إليه سورة أم لا ، نحو : كهيعص وحم عسق . ولا يجوز إعرابه ; لأنه لا نظير له في الأسماء المعربة ، ولا تركيبه مزجا ; لأنه لا يركب كذلك أسماء كثيرة ، وجوز يونس إعرابه ممنوعا .
وما سمي منها باسم غير حرف هجاء : فإن كان فيه اللام انجر ، نحو : الأنفال والأعراف والأنعام ، وإلا منع الصرف إن لم يضف إليه سورة ، نحو : هذه هود ونوح ، وقرأت هود ونوح ، وإن أضفت بقي على ما كان عليه قبل ، فإن كان فيه ما يوجب المنع منع ، نحو : قرأت سورة يونس ، وإلا صرف نحو : سورة نوح وسورة هود . انتهى ملخصا .