11116 ( وأخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، أنبأ ، ثنا أبو حاتم : محمد بن إدريس الرازي أبو توبة ، حدثني ، عن معاوية بن سلام زيد بن سلام : أنه سمع أبا سلام ، حدثني عبد الله الهوزني يعني أبا عامر الهوزني ، قال : بلالا مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحلب ، فقلت : يا بلال حدثني كيف كانت نفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : ، فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني ، فأنطلق ، فأستقرض ، فأشتري البردة والشيء ، فأكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين ، فقال : يا ما كان له شيء إلا أنا الذي كنت ألي ذلك منه منذ بعثه الله إلى أن توفي بلال إن عندي سعة ، فلا تستقرض من أحد إلا مني ، ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ، ثم قمت لأؤذن بالصلاة ، فإذا المشرك في عصابة من التجار ، فلما رآني قال : يا حبشي ، قال : قلت : يا لبيه ، فتجهمني ، وقال قولا غليظا ، فقال : أتدري كم بينك وبين الشهر ، قال : قلت : قريب ، قال : إنما بينك وبينه أربع ليال ، فآخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ولا من كرامة صاحبك ولكن أعطيتك لتجب لي عبدا ، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك ، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتدين منه قد قال : كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ، ولا عندي ، وهو فاضحي ، فأذن لي أن آتي إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يقضي عني ، فخرجت حتى أتيت منزلي ، فجعلت سيفي ، وجرابي ورمحي ، ونعلي عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق ، فكلما نمت انتبهت ، فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى انشق عمود الصبح الأول ، فأردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانطلقت حتى آتيه ، فإذا أربع [ ص: 81 ] ركائب عليهن أحمالهن ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فاستأذنت ، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أبشر فقد جاءك الله بقضائك " . فحمدت الله ، وقال : " ألم تمر على الركائب المناخات الأربع " ، قال : فقلت : بلى ، قال : " فإن لك رقابهن وما عليهن " . وإذا عليهن كسوة وطعام أهداهن له عظيم فدك : " فاقبضهن إليك ، ثم اقض دينك " ، قال : ففعلت ، فحططت عنهن أحمالهن ، ثم عقلتهن ، ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجت إلى البقيع ، فجعلت إصبعي في أذني ، فناديت ، وقلت من كان يطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينا فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي وأعرض وأقضي حتى لم يبق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين في الأرض حتى فضل عندي أوقيتان أو أوقية ونصف ، ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في المسجد وحده ، فسلمت عليه ، فقال لي : " ما فعل ما قبلك " . قلت : قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق شيء ، فقال : " فضل شيء " . قلت : نعم ، ديناران ، قال : " انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما " . فلم يأتنا فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان ، فانطلقت بهما ، فكسوتهما ، وأطعمتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني ، فقال : " ما فعل الذي قبلك ؟ " قلت : قد أراحك الله منه فكبر ، وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى في مبيته . فهذا الذي سألتني عنه . لقيت