14811 ( أخبرنا ) ، أنا أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك ، نا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا عباد بن منصور عكرمة عن رضي الله عنهما قال : ابن عباس والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ) إلى آخر الآية فقال : أهكذا أنزلت فلو وجدت لكاعا متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا معشر سعد بن عبادة الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم " . قالوا : يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور والله ما تزوج فينا قط إلا عذراء ولا طلق امرأة له فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته قال سعد : والله إني لأعلم يا رسول الله أنها لحق وأنها من عند الله ولكني عجبت فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم فقال : يا رسول الله إني جئت البارحة عشاء من حائط لي كنت فيه فرأيت عند أهلي رجلا ورأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به وقيل : أيجلد هلال وتبطل شهادته في المسلمين فقال هلال : يا رسول الله والله إني لأرى في وجهك أنك تكره ما جئت به وإني لأرجو أن يجعل الله لي فرجا قال فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك إذ نزل عليه الوحي ( وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي ) تربد لذلك خده ووجهه وأمسك عنه أصحابه فلم يتكلم أحد منهم فلما رفع الوحي قال : " أبشر يا هلال " . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ادعوها " . فدعيت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله تبارك وتعالى يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب " . فقال هلال رضي الله عنه : والله يا رسول الله ما قلت إلا حقا ولقد صدقت قال: فقالت هي عند ذلك : كذب قال فقيل لهلال : " تشهد أربع شهادات بالله إنك لمن الصادقين وقيل له عند الخامسة : " يا هلال اتق الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب " . فقال : والله لا يعذبني الله أبدا كما لم يجلدني عليها قال : فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وقيل : اشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين وقيل لها عند الخامسة : يا هذه اتقي الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب فسكتت ساعة ثم قالت : والله لا أفضح قومي فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين قال: وقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا ترمى ولا يرمى ولدها ومن رماها أو رمى ولدها جلد الحد وليس لها عليه قوت ولا سكنى [ ص: 395 ] من أجل أنهما يتفرقان بغير طلاق ولا متوفى عنها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " انظروها فإن جاءت به أثيبج أصيهب أريسح حمش الساقين فهو لهلال بن أمية وإن جاءت به خدلج الساقين سابغ الأليتين أورق جعدا جماليا فهو لصاحبه " . قال : فجاءت به أورق جعدا جماليا خدلج الساقين سابغ الأليتين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " لولا الأيمان لكان لي ولها أمر . قال لما نزلت هذه الآية ( عباد فسمعت عكرمة يقول : لقد رأيته أمير مصر من الأمصار ولا يدرى من أبوه والله أعلم .