الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال سمعت القاسم بن محمد يقول جاء رجل إلى عبد الله بن عباس فقال له إن لي يتيما وله إبل أفأشرب من لبن إبله فقال له ابن عباس إن كنت تبغي ضالة إبله وتهنأ جرباها وتلط حوضها وتسقيها يوم وردها فاشرب غير مضر بنسل ولا ناهك في الحلب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1739 1690 - ( مالك عن يحيى بن سعد ) الأنصاري : ( أنه قال : سمعت القاسم بن محمد ) بن الصديق ( يقول : جاء رجل إلى عبد الله بن عباس ، فقال له : إن لي يتيما ) أقوم عليه ، ( وله إبل ، أفأشرب من لبن إبله ؟ فقال ابن عباس : إن كنت تبغي ) : تطلب ( ضالة إبله ) ، أي ما ضل منها ، ( وتهنأ ) - بالهمز - : تطلي ، ( جرباها ) بالهناء بزنة كتاب القطران ، ( وتلط ) - بفتح اللام ، وشد الطاء المهملة - : ( حوضها ) ، أي تمدده ، وتطينه ، وتصلحه ، وأصل اللوط : اللصوق ، قاله الهروي ، ( وتسقيها يوم وردها ) ، أي شربها ، ( فاشرب غير مضر بنسل ) ، أي بولدها الرضيع ، ( ولا ناهك ) ، أي مستأصل ( في الحلب ) : اللبن حتى يضر بها ، قال الباجي : الحلب - بفتح اللام - : اللبن ، وبتسكينها : الفعل .

                                                                                                          وقال الهروي : أي ولا مبالغ فيه حتى يضر ذلك بها ، وقد نهكت الناقة حلبا ، إذا تقصيتها ولم تبق في ضرعها لبنا .




                                                                                                          الخدمات العلمية