الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني مالك أنه بلغه أن عيسى ابن مريم كان يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد فإنما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1850 1804 - ( مالك أنه بلغه : أن عيسى ابن مريم - عليه السلام - كان يقول : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فتقسو ) - بالنصب - ( قلوبكم ) ، فلا ينفعها عظة ، ولا يثبت فيها حكمة ، ( فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ولكن لا تعلمون ) ذلك ، وهذا قد جاء مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي " ، رواه الترمذي عن ابن عمر .

                                                                                                          ( ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ) ، جمع رب ، ( و ) لكن ( انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ) يخافون اطلاع ساداتهم على ذنوبهم ، فيحذرون منها ، ( فإنما الناس مبتلى ) بالذنوب ، ( ومعافى ) منها ، ( فارحموا أهل البلاء ) بنحو الدعاء برفعه عنهم ، وعدم النظر إلى ذنوبهم وهتكهم بها ، عظوهم بلين ورفق ، ( واحمدوا الله على العافية ) ليديم ذلك عليكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية