[ ص: 174 ] قال : ( ولو ) معناه من صاحب اليد ( وأقاما بينة فكل واحد منهما بالخيار إن شاء أخذ نصف العبد بنصف الثمن وإن شاء ترك ) لأن القاضي يقضي بينهما نصفين لاستوائهما في السبب فصارا كالفضوليين إذا باع كل واحد منهما من رجل وأجاز المالك البيعين يخير كل واحد منهما لأنه تغير عليه شرط عقده فلعل رغبته في تملك الكل فيرده ويأخذ كل الثمن لو أراد . ادعى اثنان كل واحد منهما أنه اشترى منه هذا العبد
( فإن قضى القاضي به بينهما فقال أحدهما : لا أختار لم يكن للآخر أن يأخذ جميعه ) لأنه صار مقضيا عليه في النصف فانفسخ البيع فيه وهذا لأنه خصم فيه لظهور استحقاقه بالبينة لولا بينة صاحبه ، بخلاف ما لو قال ذلك قبل تخيير القاضي حيث يكون له أن يأخذ الجميع لأنه يدعي الكل ولم يفسخ سببه ، والعود إلى النصف للمزاحمة ولم توجد ، ونظيره تسلم أحد الشفيعين قبل القضاء ، ونظير الأول تسليمه بعد القضاء ( ولو ذكر كل واحد منهما تاريخا فهو للأول منهما ) لأنه أثبت الشراء في زمان لا ينازعه فيه أحد فاندفع الآخر به ( ولو وقتت إحداهما ولم تؤقت الأخرى فهو لصاحب الوقت ) لثبوت ملكه في ذلك الوقت ، واحتمل الآخر أن يكون قبله أو بعده فلا يقضى له بالشك ( وإن لم يذكرا تاريخا ومع أحدهما قبض فهو أولى ) ومعناه أنه في يده لأن تمكنه من قبضه يدل على سبق شرائه ، ولأنهما استويا في الإثبات فلا تنقض اليد [ ص: 175 ] الثابتة بالشك ، وكذا لو ذكر الآخر وقتا لما بينا إلا أن يشهدوا أن شراءه كان قبل شراء صاحب اليد لأن الصريح يفوق الدلالة .