فصل في الجوارح قال : ( ، وفي الجامع الصغير : وكل شيء علمته من ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فلا بأس بصيده ولا خير فيما سوى ذلك إلا أن تدرك ذكاته ) والأصل فيه قوله تعالى: { ويجوز الاصطياد بالكلب المعلم والفهد والبازي وسائر الجوارح المعلمة وما علمتم من الجوارح مكلبين }والجوارح الكواسب قال في تأويل المكلبين المسلطين ، فيتناول الكل بعمومه ، دل عليه ما روينا من حديث عدي رضي الله عنه ، واسم الكلب في اللغة يقع على كل سبع حتى الأسد .
وعن رحمه الله أنه استثنى من ذلك الأسد والدب ; لأنهما لا يعملان لغيرهما ، الأسد لعلو همته والدب لخساسته ، وألحق بهما بعضهم الحدأة لخساسته ، والخنزير مستثنى ; لأنه نجس العين فلا يجوز الانتفاع به ثم لا بد من التعليم ; لأن ما تلونا من النص ينطق باشتراط التعليم والحديث به وبالإرسال ، ولأنه إنما يصير آلة بالتعليم ليكون عاملا له فيترسل بإرساله ويمسكه عليه . أبي يوسف