الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
33604 - قال مالك في nindex.php?page=treesubj&link=26437العبد يكون بعضه حرا وبعضه مسترقا : إنه يوقف ماله بيده ، وليس له أن يحدث فيه شيئا ، ولكنه يأكل فيه ويكتسي بالمعروف ، فإذا هلك ، فماله للذي بقي له فيه الرق .
33605 - قال أبو عمر : يكون nindex.php?page=treesubj&link=26431العبد نصفه حرا ، ونصفه مملوكا من وجوه :
[ ص: 94 ] منها : أن يكون بين شريكين وارثين ، أو مبتاعين ، أو بوجه يصح ملكهما له أحدهما معسر ، والآخر موسر ، فيعتق المعسر حصته منه ، فإذا كان ذلك كان على وجه الحجازيين ما أعتق منه المعسر حرا وسائره عبدا .
33606 - ويكون عند أبي حنيفة عبدا أعتق سيده نصفه ، أو يكون عبدا أوصى بعتق نصفه عند من لا يرى أن يتم عليه العتق في ثلثه ، ووجوه غير هذه .
33607 - وأما قوله : إنه يوقف ماله بيده ، فإنه يريد نصف ما كان بيده من المال قبل وقوع عتقه ، وما يكسبه في الأيام التي يعمل فيها لنفسه .
33608 - قال مالك : يصطلح هو ومالك نصفه على الأيام .
33609 - وقال غيره : يخدم لنفسه ، ويكسب لها يوما ، ويكون لسيده خدمته يوما مما كسب في يوم الحرية فله ، وعليه في ذلك مؤنته كلها ، وفي يوم خدمته لسيده مؤنته على سيده .
33610 - فهذه حاله عند جمهور العلماء .
33611 - فإذا مات ، فقد اختلفوا في nindex.php?page=treesubj&link=26443ميراثه ، فقال بعض أهل العلم كما قال مالك : ميراثه لمن فيه الرق ; لأنه في شهادته وحدوده ، وطلاقه عندهم كالعبد .
33612 - هذا قول مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، وأحد قولي nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
33613 - وقال آخرون : ميراثه بين سيد نصفه ، وبين من كان يرثه لو كان حرا كله نصفين .
[ ص: 95 ] 33614 - روي هذا عن عطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس ، nindex.php?page=showalam&ids=12444وإياس بن معاوية .
33615 - وهو أحد قولي nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، غلبوا الحرية هنا لانقطاع الرق بالموت .