[ ص: 67 ] باب
nindex.php?page=treesubj&link=1498استقبال القبلة وأن لا فرض إلا الخمس
مسألة : قال
الشافعي : " ولا يجوز لأحد صلاة فريضة ، ولا نافلة ، ولا سجود قرآن ، ولا جنازة ، إلا متوجها إلى
البيت الحرام ما كان يقدر على رؤيته إلا في حالين :
إحداهما : النافلة في السفر راكبا "
قال
الماوردي : وهذا كما قال
وأصل هذا أن
nindex.php?page=treesubj&link=25208_30601الله تعالى فرض الصلاة بمكة فاستقبل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيت المقدس
واختلف أصحابنا في جملة العلماء
nindex.php?page=treesubj&link=29376هل استقبل بيت المقدس برأيه أو عن أمر ربه عز وجل ؟ على قولين :
أحدهما : أنه استقبل
بيت المقدس برأيه واجتهاده لما تقدم من تخيير الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله [ البقرة : 115 ] ، فاختار
بيت المقدس ، وهو قول
الحسن ، وعكرمة وأبي العالية والربيع
والقول الثاني : أنه كان يستقبل
بيت المقدس عن أمر ربه ، عز وجل ، لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143nindex.php?page=treesubj&link=28973وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه [ البقرة : 143 ] ، وهذا قول
ابن عباس ، وابن جريج ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إلا لنعلم من يتبع الرسول أربعة تأويلات :
أحدها : أن معناه إلا ليعلم رسولي وأوليائي ، لأن من عادة العرب إضافة ما فعله أتباع الرئيس إلى الرئيس كما قالوا : فتح
عمر سواد
العراق
والثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إلا لنعلم [ البقرة : 143 ] ، بمعنى إلا لنرى ، والعرب قد تضع العلم مكان الرؤية ، والرؤية مكان العلم كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=1ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل [ الفيل : 1 ] بمعنى ألم تعلم
والثالث : أن معناه إلا ليعلموا أننا نعلم ، أن المنافقين كانوا في شك من علم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها
[ ص: 68 ] والرابع : أن معناه إلا لنميز أهل اليقين من أهل الشك ، وهذا قول
ابن عباس ، فأما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115nindex.php?page=treesubj&link=28973_32265ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله [ البقرة : 115 ] ففيه ستة تأويلات :
أحدها : ما قاله الأولون من تخيير الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يستقبل حيث شاء قبل استقبال
الكعبة
والثاني : أنها نزلت في صلاة التطوع للسائر حيث توجه ، وللخائف في الفرض حيث تمكن من شرق ، أو غرب ، وهذا قول
ابن عمر
والثالث : أنها نزلت فيمن خفيت عليهم القبلة فلم يعرفوها فصلوا إلى جهات مختلفة
والسبب الرابع : أن سبب نزولها أن الله تعالى لما أنزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] ، قالوا : إلى أين ؟ فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله [ البقرة : 115 ] ، وهذا قول
مجاهد
والخامس : أن معناه وحيثما كنتم من مشرق ، أو مغرب فلكم جهة
الكعبة تستقبلونها
والسادس : أن سبب نزولها
nindex.php?page=hadith&LINKID=921120أن النبي صلى الله عليه وسلم حين استقبلت الكعبة تكلمت اليهود فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهذا قول
ابن عباس
[ ص: 67 ] بَابُ
nindex.php?page=treesubj&link=1498اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَأَنْ لَا فَرْضَ إِلَّا الْخَمْسَ
مَسْأَلَةٌ : قَالَ
الشَّافِعِيُّ : " وَلَا يَجُوزُ لَأَحَدٍ صَلَاةُ فَرِيضَةٍ ، وَلَا نَافِلَةٍ ، وَلَا سُجُودُ قُرْآنٍ ، وَلَا جِنَازَةٍ ، إِلَّا مُتَوَجِّهًا إِلَى
الْبَيْتِ الْحَرَامِ مَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى رُؤْيَتِهِ إِلَّا فِي حَالَيْنِ :
إِحْدَاهُمَا : النَّافِلَةُ فِي السَّفَرِ رَاكِبًا "
قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : وَهَذَا كَمَا قَالَ
وَأَصْلُ هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25208_30601اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصَّلَاةَ بِمَكَّةَ فَاسْتَقْبَلَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ
وَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي جُمْلَةِ الْعُلَمَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=29376هَلِ اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ بِرَأْيِهِ أَوْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ اسْتَقْبَلَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ بِرَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ تَخْيِيرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ الْبَقَرَةِ : 115 ] ، فَاخْتَارَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَهُوَ قَوْلُ
الْحَسَنِ ، وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَالرَّبِيعِ
وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ كَانَ يَسْتَقْبِلُ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143nindex.php?page=treesubj&link=28973وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ [ الْبَقَرَةِ : 143 ] ، وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ مَعْنَاهُ إِلَّا لِيُعْلَمَ رَسُولِي وَأَوْلِيَائِي ، لِأَنَّ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ إِضَافَةُ مَا فَعَلَهُ أَتْبَاعُ الرَّئِيسِ إِلَى الرَّئِيسِ كَمَا قَالُوا : فَتَحَ
عُمَرُ سَوَادَ
الْعِرَاقَ
وَالثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143إِلَّا لِنَعْلَمَ [ الْبَقَرَةِ : 143 ] ، بِمَعْنَى إِلَّا لِنَرَى ، وَالْعَرَبُ قَدْ تَضَعُ الْعِلْمَ مَكَانَ الرُّؤْيَةِ ، وَالرُّؤْيَةَ مَكَانَ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=1أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ [ الْفِيلِ : 1 ] بِمَعْنَى أَلَمْ تَعْلَمْ
وَالثَّالِثُ : أَنَّ مَعْنَاهُ إِلَّا لِيَعْلَمُوا أَنَّنَا نَعْلَمُ ، أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا فِي شَكٍّ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ كَوْنِهَا
[ ص: 68 ] وَالرَّابِعُ : أَنَّ مَعْنَاهُ إِلَّا لِنُمَيِّزَ أَهْلَ الْيَقِينِ مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ ، وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115nindex.php?page=treesubj&link=28973_32265وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ الْبَقَرَةِ : 115 ] فَفِيهِ سِتَّةُ تَأْوِيلَاتٍ :
أَحَدُهَا : مَا قَالَهُ الْأَوَّلُونَ مِنْ تَخْيِيرِ اللَّهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ حَيْثُ شَاءَ قَبْلَ اسْتِقْبَالِ
الْكَعْبَةِ
وَالثَّانِي : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي صَلَاةِ التَّطَوُّعِ لِلسَّائِرِ حَيْثُ تَوَجَّهَ ، وَلِلْخَائِفِ فِي الْفَرْضِ حَيْثُ تَمَكَّنَ مِنْ شَرْقٍ ، أَوْ غَرْبٍ ، وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ عُمَرَ
وَالثَّالِثُ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَنْ خَفِيَتْ عَلَيْهِمُ الْقِبْلَةُ فَلَمْ يَعْرِفُوهَا فَصَلَّوْا إِلَى جِهَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ
وَالسَّبَبُ الرَّابِعُ : أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَنْزَلَ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ غَافِرٍ : 60 ] ، قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ الْبَقَرَةِ : 115 ] ، وَهَذَا قَوْلُ
مُجَاهِدٍ
وَالْخَامِسُ : أَنَّ مَعْنَاهُ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ مِنْ مَشْرِقٍ ، أَوْ مَغْرِبٍ فَلَكُمْ جِهَةُ
الْكَعْبَةِ تَسْتَقْبِلُونَهَا
وَالسَّادِسُ : أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=921120أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتُقْبِلَتِ الْكَعْبَةُ تَكَلَّمَتِ الْيَهُودُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ ، وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ