باب أدب القاضي .
الأدب بفتح الهمزة والدال : مصدر أدب الرجل بكسر الدال ، وضمها لغة : إذا صار أديبا في خلق أو علم . وقال ابن فارس : الأدب : دعاء الناس إلى الطعام ، والمأدبة : الطعام ، والآدب بالمد : الداعي ، واشتقاق الأدب من ذلك ، كأنه أمر قد اجتمع عليه ، وعلى استحسانه . فأدب القاضي : أخلاقه التي ينبغي له أن [ ص: 397 ] يتخلق بها . والخلق ، بضم الخاء واللام ، لصورة الإنسان الباطنة ، بمنزلة الخلق ، بفتح الخاء ، لصورته الظاهرة .
" من غير عنف " .
العنف بوزن قفل : ضد الرفق ، تقول : عنف عليه ، وبه ، بضم النون .
" حليما " .
الحلم بالكسر : الأناة ، والصفح ، فالحليم : الذي لا يستفزه غضب ، ولا يستخفه جهل جاهل ، ولا عصيان عاص ، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم ، والأناة : التأني . فقوله : ذا أناة ، خبر أخص مما قبله ، وهو الحلم .
" ذا أناة وفطنة " .
الأناة : اسم مصدر من " تأنى " بالأمر تأنيا : ترفق فيه ، واستأنى به ، والاسم : الأناة . والفطنة : كالفهم ، قاله الجوهري . وقال السعدي : فطن الرجل للأمر فطنة : علمه ، وفطن فطانة وفطانية : صار فطنا .
" عفيفا " يقال : عف يعف عفة وعفافا فهو عفيف : كف عما لا يحل له .
" الفقهاء والفضلاء والعدول " .
فالفقهاء واحدهم : فقيه ، وهو : العالم بالأحكام الشرعية العملية ، كالحل ، والحرمة ، والصحة ، والفساد .
والفضلاء واحدهم : فضيل ، وهو : أعم من الفقيه ، لأن الفضيلة أعم من أن تكون في الفقه ، فيصح أن يقال : فلان فضيل وإن لم يكن فقيها .
" والعدول واحدهم : عدل ، وهو الذي وصفه المصنف رحمه الله تعالى في كتاب الشهادات ، ويجوز أن يراد هنا بالعدول : المشتهرون بالعدالة ، والمسمون بها ، والقائمون بها بالشهادة على الحاكم " .
" ليتلقوه " .
أي : ليستقبلوه . قال الجوهري : تلقاه : استقبله .
" أمر بعهده فقرئ " .
العهد : الأمان ، واليمين ، والموثق ، والذمة ، والحفاظ ، والوصية . وقد عهدت إليه ، أي : أوصيته . قال الجوهري ، ومنه اشتق العهد الذي يكتب للولاة ، فعهد القاضي : الكتاب الذي يكتبه موليه له بما ولاه ، ونحوه .