[ ص: 73 ] والأول : التواتر لغة : التتابع ، واصطلاحا : إخبار قوم يمتنع تواطؤهم على الكذب لكثرتهم ، بشروط تذكر .
وفيه مسائل :
الأولى : التواتر يفيد العلم ، وخالف السمنية ، إذ حصروا مدارك العلم في الحواس الخمس . لنا : القطع بوجود البلدان النائية ، والأمم الخالية ، لا حسا ، ولا عقلا ، بل تواترا . وأيضا المدركات العقلية كثيرة ، منها حصركم المذكور ، فإن كان معلوما لكم ، وليس حسيا ، بطل قولكم ، وإلا فهو جهل ; فلا يسمع . قالوا : لو أفاد العلم لما خالفناكم . قلنا : عناد واضطراب في العقل والطبع ، ثم يلزمكم ترك المحسوسات لمخالفة السوفسطائية .


