الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

وفيها سار جعفر بن يحيى بن خالد إلى الشام للعصبية التي بها ، ومعه القواد والعساكر والسلاح والأموال ، فسكن الفتنة ، وأطفأ النائرة ، وعاد الناس إلى الأمن والسكون .

[ ص: 314 ] وفيها أخذ الرشيد الخاتم من جعفر بن عيسى ، فدفعه إلى أبيه يحيى بن خالد .

وفيها ولى جعفرا خراسان وسجستان ، ثم عزله عنها بعد عشرين ليلة ، واستعمل عليها عيسى بن جعفر ، وولى جعفر بن يحيى الحرس .

وفيها هدم الرشيد سور الموصل بسبب العطاف بن سفيان الأزدي ، سار إليها بنفسه ، وهدم سورها ، وأقسم ليقتلن من لقي من أهلها ، فأفتاه القاضي أبو يوسف ، ومنعه من ذلك ، وكان العطاف قد سار عنها نحو أرمينية فلم يظفر به الرشيد ، ومضى إلى الرقة فاتخذها وطنا .

وفيها عزل هرثمة بن أعين عن إفريقية ، واستقدمه إلى بغداذ واستخلفه جعفر بن يحيى على الحرس .

وفيها كانت بمصر زلزلة عظيمة سقط منها رأس منارة الإسكندرية .

( وفيها خرج حراشة الشيباني بالجزيرة ، فقتله مسلم بن بكار العقيلي ) . وفيها خرجت المحمرة بجرجان .

وفيها عزل الفضل بن يحيى عن طبرستان ، والرويان ، ووليها عبد الله بن خازم ، [ ص: 315 ] وولي سعيد بن سلم الجزيرة ، وغزا الصائفة محمد بن معاوية بن زفر بن عاصم .

وفيها سار الرشيد إلى الحيرة ، وابتنى بها المنازل ، فأقطع أصحابه القطائع فثار بهم أهل الكوفة ، وأساءوا مجاورته ، فعاد إلى بغداذ .

وحج بالناس هذه السنة موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي .

وفيها استعمل الرشيد على الموصل يحيى بن سعيد الحرشي ، فأساء السيرة في أهلها ، وظلمهم ، وطالبهم بخراج سنين مضت ، فجلا أكثر أهل البلد .

[ الوفيات ]

وفي هذه السنة توفي المبارك بن سعيد الثوري أخو سفيان ، وسلمة الأحمر ، وسعيد بن خثيم ، وأبو عبيدة عبد الوارث بن سعيد ، [ ص: 316 ] وعبد العزيز بن أبي حازم ، وتوفي وهو ساجد ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي المدني .

وفيها أمر الرشيد ببناء مدينة عين زربى وحصنها ، وسير إليها جندا من أهل خراسان وغيرهم ، فأقطعهم بها المنازل .

التالي السابق


الخدمات العلمية