الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : وإن شك في الفجر فأحب إلي أن يدع الأكل ، وإن أكل ، وهو شاك فصومه تام أما التسحر فهو مندوب إليه لقوله صلى الله عليه وسلم { استعينوا بقائلة النهار على قيام الليل وبأكلة السحور على صيام النهار } وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكل السحور } والتأخير مندوب إليه قال صلى الله عليه وسلم { ثلاث من أخلاق المرسلين تعجيل الإفطار وتأخير السحور والسواك } إلا أنه يؤخر على وجه لا يشك في الفجر الثاني فإن شك فيه فالمستحب أن يدع الأكل لقوله صلى الله عليه وسلم { دع ما يريبك إلى ما لا يريبك } والأكل يريبه فإن أكل ، وهو شاك فصومه تام ; لأن الأصل بقاء الليل والتيقن لا يزال بالشك فإن كان أكبر رأيه أنه تسحر والفجر طالع فالمستحب له أن يقضي احتياطا للعبادة ولا يلزمه القضاء في ظاهر الرواية ; لأنه [ ص: 78 ] غير متيقن بالسبب والأصل بقاء الليل . وروى الحسن بن زيادة عن أبي حنيفة رحمهما الله تعالى قال : إن كان في موضع يستبين له الفجر فلا يلتفت إلى الشك ولكنه يأكل إلى أن يستيقن بطلوع الفجر ، وإن كان في موضع لا يستبين له الفجر ، أو كانت الليلة مقمرة فالأولى أن يحتاط ، وإن أكل لم يلزمه شيء إلا أنه إذا كان أكبر رأيه أنه أكل بعد طلوع الفجر فحينئذ يلزمه القضاء ; لأن أكبر الرأي بمنزلة التيقن فيما يبنى أمره على الاحتياط

التالي السابق


الخدمات العلمية