الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3871 باب غزوة الخندق وهي الأحزاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان غزوة الخندق ، وفي بعض النسخ " باب غزوة الخندق " ، والخندق معرب كندة أي جورة محفورة ، وكان سبب حفر الخندق ما قاله ابن سعد رحمه الله : لما أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير ساروا إلى خيبر ، فخرج نفر من أشرافهم إلى مكة شرفها الله تعالى فألبوا قريشا ودعوهم إلى الخروج على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاهدوهم على قتاله ، ثم أتوا غطفان وسليما فوافقوهم على مثل ذلك ، فتجمعت قريش بمن تبعهم فكانوا أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان ، ووافقهم بنو سليم بمر الظهران في سبعمائة يقودهم سفيان بن عبد شمس ومعهم بنو أسد يقودهم طلحة بن خويلد ، وخرجت فزارة يقودها عيينة على ألف بعير [ ص: 177 ] وخرجت أشجع في أربعمائة يقودها مسعود بن رجيلة ، وخرجت بنو مرة في أربعمائة يقودها الحارث بن عوف ، فكان جميع القوم الذين وافوا الخندق عشرة آلاف ، وكانوا ثلاثة عساكر ، وعناج الأمر إلى أبي سفيان ; يعني أنه كان صاحبهم ومدبر أمرهم والقائم بشؤونهم . وقال قتادة فيما ذكره البيهقي : كان المشركون أربعة آلاف أو ما شاء الله من ذلك ، والصحابة فيما بلغنا ألف . وقال ابن إسحاق : فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب الخندق على المدينة . وقال ابن هشام : يقال إن الذي أشار به سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه . وقال الطبري والسهيلي : أول من حفر الخندق بنو جهر بن أيرج وكان في زمن موسى عليه الصلاة والسلام . وقال ابن إسحاق : فعمل فيه رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ترغيبا للمسلمين في الأجر وعمل معه المسلمون .

                                                                                                                                                                                  قوله " وهي الأحزاب " ; أي غزوة الخندق هي الأحزاب ، أشار بهذا إلى أن لها اسمين ، والأحزاب جمع حزب ; سميت بذلك لاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين ، وقد أنزل الله تعالى في هذه القصة صدر سورة الأحزاب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية