[ ص: 262 ] سورة الرعد
مقصودها وصف الكتاب بأنه الحق في نفسه، وتارة يتأثر عنه مع أن [له] صوتا وصيتا وإرعابا وإرهابا يهدي بالفعل، وتارة لا يتأثر بل يكون سببا للضلال والعمى، وأنسب ما فيها [لهذا] المقصد الرعد فإنه مع كونه حقا في نفسه يسمعه الأعمى والبصير والبارز والمستتر، وتارة يتأثر عنه البرق والمطر وتارة لا، وإذا نزل المطر فتارة ينفع إذا أصاب الأراضي الطيبة وسلمت من عاهة، وتارة يخيب إذا نزل على السباخ الخوارة وتارة يضر بالإغراق أو الصواعق أو البرد وغيرها - والله أعلم.
" بسم الله " الحق الذي كل ما عداه باطل " الرحمن " الذي عم بالرغبة والرهبة بعموم رحمته " الرحيم "الذي خص من شاء بما يرضاه عظيم الوهية
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_32450_34237_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر .
لما ختم التي قبلها بالدليل على حقية القرآن وأنه هدى ورحمة لقوم يؤمنون، بعد أن أشار إلى كثرة ما يحسونه من آياته في السماوات
[ ص: 263 ] والأرض مع الإعراض، ابتدأ هذه بذلك على طريق اللف والنشر المشوش لأنه أفصح للبداءة في نشره بالأقرب فالأقرب فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك أي الأنباء المتلوة والأقاصيص المجلوة المفصلة بدر المعاني وبديع الحكم وثابت القواعد والمباني العالية المراتب
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيات والآية: الدلالة العجيبة في التأدية إلى المعرفة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الكتاب المنزل إليك "و" جميع "الذي".
ولما كان تحقق أن هذا الكتاب من عند الملك أمرا لا يطرقه مريه لما له من الإعجاز، وكذا ما تبعه من بيانه بالسنة لما له من الحق الذي لا يخف على [كل] عاقل، وكان [ما] تحقق أنه كذلك يعلم أن الآتي به لا يكون إلا عظيما، بني للمفعول قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1أنـزل إليك كائن
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1من ربك فثبت حينئذ قطعا أنه هو
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الحق أي الموضوع كل شيء منه في موضعه على ما تدعو إليه الحكمة، الواضح الذي لا يتخلف شيء منه عن مطابقة الواقع من بعث ولا غيره، فهو أبعد شيء عن قولهم: إن وعده بالبعث سحر، فوجب [لثبوت] حقيته على كل من اتصف بالعقل أن يؤمن به
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس [ ص: 264 ] أي الآنسين بأنفسهم المضطربين في آرائهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1لا يؤمنون أي لا يتجدد منهم إيمان أصلا بأنه الحق في نفسه وأنه من عند الله، بل يقولون: إنه من عند
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنه تخييل ليست معاينة - كما قلنا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فليس هدى لهم كاملا ولا رحمة تامة، هذا التقدير محتمل، ولكن الذي يدل عليه [ظاهر] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنـزل إليك من ربك الحق أن "الذي" مبتدأ، و " من ربك " صلة "أنزل" والخبر "الحق" والمقصود من هذه السورة هذه الآية، وهي وصف المنزل بأنه الحق وإقامة الدليل عليه، وذلك لأنه لما تم [وصف الكتاب بأنه حكيم محكم مفصل مبين، عطف الكلام إلى تفصيل أول] [سورة البقرة]، والإيماء إلى أنه حان اجتناء الثمرة في هذه السورة والتي بعدها، ويلتحم بذلك [وصف] المصدقين بذلك - كما ستقف عليه.
وقال الإمام
أبو جعفر بن الزبير رحمه الله في برهانه: هذه السورة تفصيل لمجمل قوله سبحانه في خاتمة سورة
يوسف عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله [ ص: 265 ] أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
فبيان أي السماوات في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى وبيان أي الأرض في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين فهذه أي السماوات والأرض، وقد زيدت بيانا في مواضع، ثم في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3يغشي الليل النهار ما يكون من الآيات عنهن، لأن الظلمة عن جرم الأرض، والضياء عن نور الشمس وهي سماوية، ثم زاد تعالى آيات الأرض بيانا وتفصيلا في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وفي الأرض قطع متجاورات إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4لقوم يعقلون ولما كان
nindex.php?page=treesubj&link=30340_33679إخراج الثمر بالماء النازل [من السماء من أعظم آية، ودليلا واضحا على صحة المعاد، ولهذا قال تعالى] في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كذلك نخرج الموتى وكان قد ورد هنا أعظم جهة في الاعتبار من إخراجها مختلفات في الطعوم والألوان والروائح
[ ص: 266 ] مع اتحاد المادة "يسقى" بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل لذلك ما أعقب قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وفي الأرض قطع متجاورات الآية [بقوله]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد ثم بين سبحانه الصنف القائل بهذا وأنهم الكافرون أهل الخلود في النار، ثم أعقب ذلك ببيان عظيم حلمه وعفوه فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة - الآية، ثم أتبع [ذلك] بما يشعر بالجري [على السوابق] في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ثم بين عظيم ملكه واطلاعه على دقائق ما أوجده من جليل صنعه واقتداره فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام - الآيات إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وما لهم من دونه من وال ثم خوف عباده وأنذرهم ورغبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا الآيات وكل ذلك راجع إلى ما أودع سبحانه في السماوات والأرض وما بينهما من الآيات، وفي ذلك أكثر أي السورة ونبه تعالى على الآية الكبرى والمعجزة العظمى فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى والمراد: لكان هذا القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والتنبيه بعظيم هذه
[ ص: 267 ] الآيات مناسب لمقتضى السورة من التنبيه بما أودع تعالى من الآيات في السماوات والأرض، وكأنه جل وتعالى لما بين لهم عظيم ما أودع من السماوات والأرض وما بينهما من الآيات وبسط ذلك وأوضحه، أردف ذلك بآية أخرى جامعة للآيات ومتسعة للاعتبارات فقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال فهو من نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وفي خلقكم أي لو فكرتم في آيات السماوات والأرض لأقلتكم وكفتكم في بيان الطريق إليه ولو فكرتم في أنفسكم وما أودع تعالى فيكم من العجائب لاكتفيتم "من عرف نفسه عرف ربه" فمن قبيل هذا الضرب من الاعتبار هو الواقع في [سورة الرعد] من بسط [آيات] السماوات والأرض، ثم ذكر القرآن وما يحتمل، فهذه إشارة إلى ما تضمنت هذه السورة الجليلة من بسط الآيات المودعة في الأرضين والسماوات. وأما قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فقد أشار إليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19إنما يتذكر أولو الألباب وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب فالذين تطمئن
[ ص: 268 ] قلوبهم بذكر الله هم أولو الألباب المتذكرون التامو الإيمان وهم القليل المشار إليهم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24وقليل ما هم والمقول فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا ودون هؤلاء طوائف من المؤمنين ليسوا في درجاتهم ولا بلغوا يقينهم، وإليهم الإشارة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون قال عليه الصلاة والسلام "
nindex.php?page=hadith&LINKID=944222الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل " فهذا بيان ما أجمل في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وأما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله فما عجل لهم من ذلك في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله القاطع دابرهم، [و]المستأصل لأمرهم، وأما قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة الآية، فقد أوضحت أي سورة الرعد سبيله عليه السلام وبينه بما تحملته من عظيم التنبيه وبسط الدلائل بما في السماوات والأرض وما بينهما وما في العالم بجملته وما تحمله الكتاب المبين - كما تقدم، ثم [قد] تعرضت السورة لبيان جلي سالكي تلك السبيل الواضحة المنجية فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق إلى آخر ما حلاهم به أخذا وتركا، ثم عاد الكلام بعد إلى ما فيه من التنبيه
[ ص: 269 ] والبسط وتقريع الكفار وتوبيخهم وتسليته عليه السلام في أمرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إنما أنت منذر nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ويقول الذين كفروا لست مرسلا والسورة بجملتها غير حائدة عن تلك الأغراض المجملة في الآيات الأربع المذكورات من آخر [سورة
يوسف ]، ومعظم السورة وغالب آيها في التنبيه وبسط الدلالات والتذكير بعظيم ما أودعت من الآيات; ولما كان هذا شأنها أعقبت بمفتتح [سورة إبراهيم] عليه السلام - انتهى.
[ ص: 262 ] سُورَةُ الرَّعْدِ
مَقْصُودُهَا وَصْفُ الْكِتَابِ بِأَنَّهُ الْحَقُّ فِي نَفْسِهِ، وَتَارَةً يَتَأَثَّرُ عَنْهُ مَعَ أَنَّ [لَهُ] صَوْتًا وَصِيتًا وَإِرْعَابًا وَإِرْهَابًا يَهْدِي بِالْفِعْلِ، وَتَارَةً لَا يَتَأَثَّرُ بَلْ يَكُونُ سَبَبًا لِلضَّلَالِ وَالْعَمَى، وَأَنْسُبُ مَا فِيهَا [لِهَذَا] الْمَقْصِدِ الرَّعْدُ فَإِنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ حَقًّا فِي نَفْسِهِ يَسْمَعُهُ الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالْبَارِزُ وَالْمُسْتَتِرُ، وَتَارَةً يَتَأَثَّرُ عَنْهُ الْبَرْقُ وَالْمَطَرُ وَتَارَةً لَا، وَإِذَا نَزَلَ الْمَطَرُ فَتَارَةً يَنْفَعُ إِذَا أَصَابَ الْأَرَاضِيَ الطَّيِّبَةَ وَسَلِمَتْ مِنْ عَاهَةٍ، وَتَارَةً يَخِيبُ إِذَا نَزَلَ عَلَى السِّبَاخِ الْخَوَّارَةِ وَتَارَةً يَضُرُّ بِالْإِغْرَاقِ أَوِ الصَّوَاعِقِ أَوِ الْبَرْدِ وَغَيْرِهَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
" بِسْمِ اللَّهِ " الْحُقُّ الَّذِي كَلُّ مَا عَدَاهُ بَاطِلٌ " الرَّحْمَن " الَّذِي عَمَّ بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ بِعُمُومِ رَحْمَتِهِ " الرَّحِيم "الَّذِي خَصَّ مَنْ شَاءَ بِمَا يَرْضَاهُ عَظِيمُ الْوَهْيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_32238_32450_34237_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر .
لَمَّا خَتَمَ الَّتِي قَبْلَهَا بِالدَّلِيلِ عَلَى حَقِّيَّةِ الْقُرْآنِ وَأَنَّهُ هُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، بَعْدَ أَنْ أَشَارَ إِلَى كَثْرَةِ مَا يُحِسُّونَهُ مِنْ آيَاتِهِ فِي السَّمَاوَاتِ
[ ص: 263 ] وَالْأَرْضِ مَعَ الْإِعْرَاضِ، ابْتَدَأَ هَذِهِ بِذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ اللَّفِّ وَالنَّشْرِ الْمُشَوِّشِ لِأَنَّهُ أَفْصَحُ لِلْبَدَاءَةِ فِي نَشْرِهِ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ أَيِ الْأَنْبَاءُ الْمَتْلُوَّةُ وَالْأَقَاصِيصُ الْمَجْلُوَّةُ الْمُفَصَّلَةُ بَدْرُ الْمَعَانِي وَبَدِيعُ الْحِكَمِ وَثَابِتُ الْقَوَاعِدِ وَالْمَبَانِي الْعَالِيَةِ الْمَرَاتِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1آيَاتُ وَالْآيَةُ: الدَّلَالَةُ الْعَجِيبَةُ فِي التَّأْدِيَةِ إِلَى الْمَعْرِفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ إِلَيْكَ "وَ" جَمِيعُ "الَّذِي".
وَلَمَّا كَانَ تَحَقُّقُ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ أَمْرًا لَا يَطْرُقُهُ مُرِيهِ لِمَا لَهُ مِنَ الْإِعْجَازِ، وَكَذَا مَا تَبِعَهُ مِنْ بَيَانِهِ بِالسُّنَّةِ لِمَا لَهُ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَا يَخَفَ عَلَى [كُلِّ] عَاقِلٍ، وَكَانَ [مَا] تَحَقَّقَ أَنَّهُ كَذَلِكَ يَعْلَمُ أَنَّ الْآتِيَ بِهِ لَا يَكُونُ إِلَّا عَظِيمًا، بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1أُنْـزِلَ إِلَيْكَ كَائِنٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1مِنْ رَبِّكَ فَثَبَتَ حِينَئِذٍ قَطْعًا أَنَّهُ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1الْحَقُّ أَيِ الْمَوْضُوعُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ فِي مَوْضِعِهِ عَلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحِكْمَةُ، الْوَاضِحُ الَّذِي لَا يَتَخَلَّفُ شَيْءٌ مِنْهُ عَنْ مُطَابَقَةِ الْوَاقِعِ مِنْ بَعْثٍ وَلَا غَيْرِهِ، فَهُوَ أَبْعَدُ شَيْءٍ عَنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّ وَعْدَهُ بِالْبَعْثِ سِحْرٌ، فَوَجَبَ [لِثُبُوتِ] حَقِّيَّتِهِ عَلَى كُلِّ مَنِ اتَّصَفَ بِالْعَقْلِ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ [ ص: 264 ] أَيِ الْآنِسِينَ بِأَنْفُسِهِمُ الْمُضْطَرِبِينَ فِي آرَائِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1لا يُؤْمِنُونَ أَيْ لَا يَتَجَدَّدُ مِنْهُمْ إِيمَانٌ أَصْلًا بِأَنَّهُ الْحَقُّ فِي نَفْسِهِ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، بَلْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ مِنْ عِنْدِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ تَخْيِيلٌ لَيْسَتْ مُعَايَنَةً - كَمَا قُلْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ هُدًى لَهُمْ كَامِلًا وَلَا رَحْمَةً تَامَّةً، هَذَا التَّقْدِيرُ مُحْتَمَلٌ، وَلَكِنَّ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ [ظَاهِرُ] قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ أَنَّ "الَّذِي" مُبْتَدَأٌ، وَ " مِنْ رَبِّك " صِلَةُ "أُنْزَلَ" وَالْخَبَرُ "الْحَقُّ" وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ هَذِهِ الْآيَةُ، وَهِيَ وَصْفُ الْمُنَزَّلِ بِأَنَّهُ الْحَقُّ وَإِقَامَةُ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمَّا تَمَّ [وَصْفُ الْكِتَابِ بِأَنَّهُ حَكِيمٌ مُحْكَمٌ مُفَصَّلٌ مُبِينٌ، عَطْفُ الْكَلَامِ إِلَى تَفْصِيلِ أَوَّلٍ] [سُورَةُ الْبَقَرَةِ]، وَالْإِيمَاءُ إِلَى أَنَّهُ حَانَ اجْتِنَاءُ الثَّمَرَةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَالَّتِي بَعْدَهَا، وَيَلْتَحِمُ بِذَلِكَ [وَصْفُ] الْمُصَدِّقِينَ بِذَلِكَ - كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي بُرْهَانِهِ: هَذِهِ السُّورَةُ تَفْصِيلٌ لِمُجْمَلِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِي خَاتِمَةِ سُورَةِ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ [ ص: 265 ] أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
فَبَيَانُ أَيِ السَّمَاوَاتِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى وَبَيَانُ أَيِ الْأَرْضِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ فَهَذِهِ أَيِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَقَدْ زِيدَتْ بَيَانًا فِي مَوَاضِعَ، ثُمَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ مَا يَكُونُ مِنَ الْآيَاتِ عَنْهُنَّ، لِأَنَّ الظُّلْمَةَ عَنْ جُرْمِ الْأَرْضِ، وَالضِّيَاءِ عَنْ نُورِ الشَّمْسِ وَهِيَ سَمَاوِيَّةٌ، ثُمَّ زَادَ تَعَالَى آيَاتِ الْأَرْضِ بَيَانًا وَتَفْصِيلًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَلَمَّا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30340_33679إِخْرَاجُ الثَّمَرِ بِالْمَاءِ النَّازِلِ [مِنَ السَّمَاءِ مِنْ أَعْظَمِ آيَةٍ، وَدَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى صِحَّةِ الْمَعَادِ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى] فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى وَكَانَ قَدْ وَرَدَ هُنَا أَعْظَمُ جِهَةٍ فِي الِاعْتِبَارِ مِنْ إِخْرَاجِهَا مُخْتَلِفَاتٍ فِي الطَّعُومِ وَالْأَلْوَانِ وَالرَّوَائِحِ
[ ص: 266 ] مَعَ اتِّحَادِ الْمَادَّةِ "يُسْقَى" بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأَكْلِ لِذَلِكَ مَا أَعْقَبَ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ الْآيَةُ [بِقَوْلِهِ]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الصِّنْفَ الْقَائِلَ بِهَذَا وَأَنَّهُمُ الْكَافِرُونَ أَهِلُ الْخُلُودِ فِي النَّارِ، ثُمَّ أَعْقَبَ ذَلِكَ بِبَيَانٍ عَظِيمٍ حِلْمُهُ وَعَفْوُهُ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ - الْآيَةُ، ثُمَّ أَتْبَعَ [ذَلِكَ] بِمَا يَشْعُرُ بِالْجَرْيِ [عَلَى السَّوَابِقِ] فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ثُمَّ بَيَّنَ عَظِيمَ مُلْكِهِ وَاطِّلَاعِهِ عَلَى دَقَائِقَ مَا أَوْجَدَهُ مِنْ جَلِيلِ صُنْعِهِ وَاقْتِدَارِهِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ - الْآيَاتُ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ثُمَّ خَوَّفَ عِبَادَهُ وَأَنْذَرَهُمْ وَرَغَّبَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا الْآيَاتُ وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى مَا أَوْدَعَ سُبْحَانَهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْآيَاتِ، وَفِي ذَلِكَ أَكْثَرُ أَيِ السُّورَةِ وَنَبَّهَ تَعَالَى عَلَى الْآيَةِ الْكُبْرَى وَالْمُعْجِزَةِ الْعُظْمَى فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى وَالْمُرَادُ: لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا وَالتَّنْبِيهُ بِعَظِيمِ هَذِهِ
[ ص: 267 ] الْآيَاتِ مُنَاسِبٌ لِمُقْتَضَى السُّورَةِ مِنَ التَّنْبِيهِ بِمَا أَوْدَعَ تَعَالَى مِنَ الْآيَاتِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَكَأَنَّهُ جَلَّ وَتَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ لَهُمْ عَظِيمَ مَا أَوْدَعَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْآيَاتِ وَبَسَطَ ذَلِكَ وَأَوْضَحَهُ، أَرْدَفَ ذَلِكَ بِآيَةٍ أُخْرَى جَامِعَةٍ لِلْآيَاتِ وَمُتَّسِعَةٍ لِلِاعْتِبَارَاتِ فَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ فَهُوَ مِنْ نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=3إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=4وَفِي خَلْقِكُمْ أَيْ لَوْ فَكَّرْتُمْ فِي آيَاتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَأَقَلَّتْكُمْ وَكَفَتْكُمْ فِي بَيَانِ الطَّرِيقِ إِلَيْهِ وَلَوْ فَكَّرْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ وَمَا أَوْدَعَ تَعَالَى فِيكُمْ مِنَ الْعَجَائِبِ لَاكْتَفَيْتُمْ "مِنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ" فَمِنْ قَبِيلِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الِاعْتِبَارِ هُوَ الْوَاقِعُ فِي [سُورَةِ الرَّعْدِ] مَنْ بَسْطِ [آيَاتِ] السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْقُرْآنَ وَمَا يَحْتَمِلُ، فَهَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَضَمَّنَتْ هَذِهِ السُّورَةُ الْجَلِيلَةُ مِنْ بَسْطِ الْآيَاتِ الْمُودَعَةِ فِي الْأَرْضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ فَالَّذِينَ تَطْمَئِنُّ
[ ص: 268 ] قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الْمُتَذَكِّرُونَ التَّامُّو الْإِيمَانِ وَهُمُ الْقَلِيلُ الْمُشَارُ إِلَيْهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَالْمَقُولُ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا وَدُونَ هَؤُلَاءِ طَوَائِفُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسُوا فِي دَرَجَاتِهِمْ وَلَا بَلَغُوا يَقِينَهُمْ، وَإِلَيْهِمُ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=944222الشِّرْكُ فِي أُمَّتِي أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَهَذَا بَيَانُ مَا أَجْمَلَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=107أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَمَا عَجَّلَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ الْقَاطِعُ دَابِرَهُمْ، [وَ]الْمُسْتَأْصِلُ لِأَمْرِهِمْ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=108قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ الْآيَةُ، فَقَدْ أَوْضَحَتْ أَيْ سُورَةُ الرَّعْدِ سَبِيلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَبَيَّنَهُ بِمَا تَحَمَّلَتْهُ مِنْ عَظِيمِ التَّنْبِيهِ وَبَسْطِ الدَّلَائِلِ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا فِي الْعَالَمِ بِجُمْلَتِهِ وَمَا تَحَمَّلَهُ الْكِتَابُ الْمُبِينُ - كَمَا تَقَدَّمَ، ثُمَّ [قَدْ] تَعَرَّضَتِ السُّورَةُ لِبَيَانِ جَلِيِّ سَالِكِي تِلْكَ السَّبِيلِ الْوَاضِحَةِ الْمُنْجِيَةِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ إِلَى آخِرِ مَا حَلَّاهُمْ بِهِ أَخْذًا وَتَرْكًا، ثُمَّ عَادَ الْكَلَامُ بَعْدُ إِلَى مَا فِيهِ مِنَ التَّنْبِيهِ
[ ص: 269 ] وَالْبَسْطِ وَتَقْرِيعِ الْكُفَّارِ وَتَوْبِيخِهِمْ وَتَسْلِيَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَمْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا وَالسُّورَةُ بِجُمْلَتِهَا غَيْرُ حَائِدَةٍ عَنْ تِلْكَ الْأَغْرَاضِ الْمُجْمَلَةِ فِي الْآيَاتِ الْأَرْبَعِ الْمَذْكُورَاتِ مِنْ آخِرِ [سُورَةِ
يُوسُفَ ]، وَمُعْظَمُ السُّورَةِ وَغَالِبُ آيِهَا فِي التَّنْبِيهِ وَبَسْطِ الدَّلَالَاتِ وَالتَّذْكِيرِ بِعَظِيمِ مَا أَوْدَعَتْ مِنَ الْآيَاتِ; وَلَمَّا كَانَ هَذَا شَأْنُهَا أَعْقَبَتْ بِمُفْتَتَحِ [سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ] عَلَيْهِ السَّلَامُ - انْتَهَى.