ولما حسمت الأطماع عن إجابتهم رجاء الاتباع أو خشية الامتناع، وكان بعضهم قد قال: لو كان نبيا شغلته نبوته عن كثرة التزوج، كان موضع توقع الخبر عما كان للرسل في نحو ذلك، فقال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=10800_30455_30614_31791_34202_34274_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38ولقد أرسلنا أي بما لنا من العظمة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38رسلا ولما كانت أزمان الرسل غير عامة لزمان القبل، أدخل الجار فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38من قبلك أي ولم نجعلهم ملائكة بل جعلناهم بشرا، "و" أثقلنا ظهورهم بما يدعو إلى
[ ص: 360 ] المداراة والمسالمة بإرضاء الأمم في بعض أهوائهم، أو فصل الأمر عند تحقق المصارمة بإنجاز الوعيد بأن " جعلنا " أي بعظمتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لهم أزواجا أي نساء ينكحونهن; والزوج: القرين من الذكر والأنثى، وهو هنا الأنثى "وذرية" وهي الجماعة المتفرقة بالولادة عن أب واحد في الجملة، وفعل بهم أممهم ما يفعل بك من الاستهزاء، فما اتبع أحد منهم شيئا من أهواء أمته "و" لم نجعل إليهم الإتيان بما يقترح المتعنتون من الآيات تالفا لهم، بل
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وما كان لرسول أي رسول كان
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38أن يأتي بآية مقترحة أو آية ناسخة لحكم من أحكام شريعته أو شريعة من قبله أو غير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38إلا بإذن الله أي المحيط بكل شيء علما وقدرة، فإن الأمور عنده ليست [على] غير نظام ولا مفرطا فيها ولا ضائعا شيء منها [بل]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لكل أجل أي غاية أمر قدره وحده لأن يكون عنده أمر من الأمور "كتاب" قد أثبت فيه أن أمر كذا يكون في وقت كذا من الثواب والعقاب والأحكام والإيتان بالآيات وغيرها، إثباتا ونسخا على ما تقتضيه الحكمة، والحكمة اقتضت أن
nindex.php?page=treesubj&link=28752النبوة يكفي في إثباتها معجزة واحدة، وما زاد على ذلك فهو إلى المشيئة;
وَلَمَّا حُسِمَتِ الْأَطْمَاعُ عَنْ إِجَابَتِهِمْ رَجَاءَ الِاتِّبَاعِ أَوْ خَشْيَةَ الِامْتِنَاعِ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ قَدْ قَالَ: لَوْ كَانَ نَبِيًّا شَغَلَتْهُ نُبُوَّتُهُ عَنْ كَثْرَةِ التَّزَوُّجِ، كَانَ مَوْضِعَ تَوَقُّعِ الْخَبَرِ عَمَّا كَانَ لِلرُّسُلِ فِي نَحْوِ ذَلِكَ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=10800_30455_30614_31791_34202_34274_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا أَيْ بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38رُسُلا وَلَمَّا كَانَتْ أَزْمَانُ الرُّسُلِ غَيْرَ عَامَّةٍ لِزَمَانِ الْقَبْلِ، أَدْخَلَ الْجَارَّ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38مِنْ قَبْلِكَ أَيْ وَلَمْ نَجْعَلْهُمْ مَلَائِكَةً بَلْ جَعَلْنَاهُمْ بَشَرًا، "وَ" أَثْقَلْنَا ظُهُورَهُمْ بِمَا يَدْعُو إِلَى
[ ص: 360 ] الْمُدَارَاةِ وَالْمُسَالَمَةِ بِإِرْضَاءِ الْأُمَمِ فِي بَعْضِ أَهْوَائِهِمْ، أَوْ فَصْلِ الْأَمْرِ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْمُصَارَمَةِ بِإِنْجَازِ الْوَعِيدِ بِأَنْ " جَعْلنَا " أَيْ بِعَظَمَتِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لَهُمْ أَزْوَاجًا أَيْ نِسَاءً يَنْكِحُونَهُنَّ; وَالزَّوْجُ: الْقَرِينُ مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَهُوَ هُنَا الْأُنْثَى "وَذَرِّيَّةٌ" وَهِيَ الْجَمَاعَةُ الْمُتَفَرِّقَةُ بِالْوِلَادَةِ عَنْ أَبٍ وَاحِدٍ فِي الْجُمْلَةِ، وَفَعَلَ بِهِمْ أُمَمُهُمْ مَا يُفْعَلُ بِكَ مِنَ الِاسْتِهْزَاءِ، فَمَا اتَّبَعَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ أَهْوَاءِ أُمَّتِهِ "وَ" لَمْ نَجْعَلْ إِلَيْهِمُ الْإِتْيَانَ بِمَا يَقْتَرِحُ الْمُتَعَنِّتُونَ مِنَ الْآيَاتِ تَالِفًا لَهُمْ، بَلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَيْ رَسُولٍ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ مُقْتَرَحَةٍ أَوْ آيَةٍ نَاسِخَةٍ لِحُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ شَرِيعَتِهِ أَوْ شَرِيعَةٍ مِنْ قَبْلِهِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ أَيِ الْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَقُدْرَةً، فَإِنَّ الْأُمُورَ عِنْدَهُ لَيْسَتْ [عَلَى] غَيْرِ نِظَامٍ وَلَا مُفْرِطًا فِيهَا وَلَا ضَائِعًا شَيْءٌ مِنْهَا [بَلْ]
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=38لِكُلِّ أَجَلٍ أَيْ غَايَةِ أَمْرٍ قَدَّرَهُ وَحْدَهُ لِأَنْ يَكُونُ عِنْدَهُ أَمْرُ مِنَ الْأُمُورِ "كِتَابٌ" قَدْ أَثْبَتَ فِيهِ أَنَّ أَمْرَ كَذَا يَكُونُ فِي وَقْتِ كَذَا مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَالْأَحْكَامِ وَالْإِيَتَانِ بِالْآيَاتِ وَغَيْرِهَا، إِثْبَاتًا وَنَسْخًا عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ، وَالْحِكْمَةُ اقْتَضَتْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28752النُّبُوَّةَ يَكْفِي فِي إِثْبَاتِهَا مُعْجِزَةٌ وَاحِدَةٌ، وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ إِلَى الْمَشِيئَةِ;