الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19776 8654 - (20287) - (5\25) عن نصر بن عاصم، عن رجل منهم، " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين، فقبل ذلك منه ".

التالي السابق


* قوله : "عن رجل منهم": قال السيوطي في "حاشية أبي داود": الظاهر أن هذا الرجل المبهم في حديث أحمد هو فضالة؛ فإنه ليثي، ونصر بن عاصم ليثي، وقد قال: عن رجل منهم، انتهى.

وحديث فضالة كما رواه أبو داود: أنه قال له صلى الله عليه وسلم: "حافظ على الصلوات الخمس" قال: فقلت: إن هذه ساعات لي فيها أشغال، فمرني بأمر جامع إذا أنا فعلته أجزأ عني، فقال: "حافظ على العصرين" وقد سبق هذا الحديث في مسند الكوفيين، وزعم السيوطي أن الحديثين واحد، وأنه قد أسقط عنه ثلاث [ ص: 96 ] صلوات، وكان ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يخص من شاء بما شاء من الأحكام، ويسقط عمن شاء ما شاء من الواجبات؛ كما بينته في كتاب "الخصائص" وهذا منه، انتهى.

وقد سبق في مسند الكوفيين توجيه حديث فضالة، وأما هذا الحديث، فيمكن حمله عليه، بمعنى: أنه لا يصلي بتمام الخشوع ومراعاة الأوقات إلا صلاتين: الفجر والعصر، وبقية الصلوات يكفي فيها أداؤها كيفما كان، ويمكن أن يحمل على أنه رغب في إسلامه، فقبل منه ذلك اعتمادا على أنه إذا أسلم، ورأى المسلمين يصلون، يصلي معهم، وكان يفعل ذلك؛ كما فعل ما يشبه ذلك بوفد ثقيف، ولم يرد إسقاط الصلوات عنه، ويمكن أن يكون الأمر كما زعمه السيوطي، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية