الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال لها أنت طالق كل يوم ) أو كل جمعة أو رأس كل شهر ( ولا نية له تقع واحدة ) فإنه نوى كل يوم - [ ص: 268 ] أو قال في كل يوم أو مع أو عند أو كلما مضى يوم يقع ثلاث في أيام ثلاثة والأصل أنه متى ترك كلمة الطرف اتحد وإلا تعدد . وفي الخلاصة أنت طالق مع كل يوم تطليقة وقع ثلاث للحال

التالي السابق


. ( قوله أنت طالق كل يوم ) قال في البحر : ومما تفرع على حذف في وإثباتها لو قال : أنت طالق كل يوم تقع واحدة عند أئمتنا الثلاث ، وقال زفر : تقع في ثلاثة أيام ; ولو قال : في كل يوم طلقت ثلاثا في كل يوم واحدة إجماعا ; كما لو : قال عند كل يوم أو كلما مضى يوم . والفرق لنا أن " في " للظرف والزمان إنما هو ظرف من حيث الوقوع فيلزم من كل يوم فيه وقوع تعدد الواقع ، بخلاف كل يوم فيه الاتصاف بالواقع ، فلو نوى نوى أن تطلق كل يوم تطليقة أخرى صحت نيته . ا هـ . ( قوله أو كل جمعة ) محله ما إذا نوى كل جمعة تمر بأيامها على الدهر أو لم تكن له نية ، وإن كانت نيته على كل يوم جمعة فهي طالق في كل يوم جمعة حتى تبين بثلاث ط عن البحر . وحاصله إن نوى بالجمعة الأسبوع أو أطلق فواحدة ، وإن نوى اليوم المخصوص فثلاث لوجود الفاصل بين الأيام كما يتضح قريبا ( قوله أو رأس كل شهر ) الصواب حذف : رأس . ففي الذخيرة والهنطية و التتارخانية : أنت طالق رأس كل شهر تطلق ثلاثا في رأس كل شهر واحدة ، ولو قال : أنت طالق كل شهر طلقت واحدة لأن في الأول بينهما فصل في الوقوع ولا كذلك الثاني . ا هـ . أي لأن رأس الشهر أوله ، فبين رأس الشهر ورأس الآخر فاصل ، فاقتضى إيقاع طلقة في أول كل شهر ; ونظيره ما مر عن الخانية في أنت طالق اليوم وبعد غد ، بخلاف قوله في كل شهر ، فإن الوقت المضاف إليه الطلاق متصل فصار بمنزلة وقت واحد فكان الواقع في أوله واقعا في كله ونظيره أنت طالق اليوم وغدا هذا ما ظهر لي ( قوله فإن نوى كل يوم ) [ ص: 268 ] أي نوى أن يقع تطليقة في كل يوم أو في كل جمعة أي أسبوع ، وكذا لو نوى بالجملة يومها المخصوص كما مر ( قوله أو قال في كل يوم ) لأنه جعل كل يوم ظرفا للوقوع فيتعدد الواقع ( قوله وفي الخلاصة إلخ ) كذا وقع في البحر ، وتبعه الشارح ، وفيه تحريف بزيادة لفظة يوم ، فإن عبارة الخلاصة أنت طالق مع كل تطليقة بدون لفظة يوم ، وحينئذ فلا يناقض قوله أو مع فافهم .




الخدمات العلمية