الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6106 58 - حدثنا خلاد بن يحيى ، حدثنا مسعر ، حدثنا زياد بن علاقة ، قال : سمعت المغيرة بن شعبة يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم - أو تنتفخ - قدماه ، فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في الصبر على الطاعة ، فإنه صلى الله تعالى عليه وسلم صبر عليها حتى تورمت قدماه . وخلاد : بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ، ابن يحيى بن صفوان ، أبو محمد السلمي الكوفي ، سكن مكة ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين ، ومسعر : بكسر الميم وسكون المهملة الأولى وفتح الثانية وبالراء ، ابن كدام الكوفي ، وزياد : بكسر الزاي وتخفيف الياء آخر الحروف ، ابن علاقة ، بكسر العين وتخفيف اللام وبالقاف .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في صلاة الليل عن أبي نعيم ، وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه في الصلاة ، فالأولان عن قتيبة ، وابن ماجه عن هشام بن عمار .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حتى ترم " أصله : تورم ، لأنه من ورم يرم ، بالكسر فيهما ، والقياس : يورم ، وهو أحد ما جاء على هذا البناء ، ومجيئه على هذا البناء شاذ ، وهو من الورم وهو الانتفاخ . قوله : " أو تنتفخ " بالنصب ، قال الكرماني : كلمة " أو " للتنويع ، ويحتمل أن يكون شكا من الراوي ، وجزم غيره أنه للشك . قوله : " فيقال له " أي : إنك قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيقول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أفلا أكون عبدا شكورا على ما أنعم الله علي من هذا الفضل العظيم الذي اختصصت به .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية