الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( و ) أن ( يقول ) داخلها ( إذا أبصر البيت الحرام ) أي أحس به ولو أعمى أو في ظلمة بعد رفع يديه واستحضار ما يمكنه من الخضوع والذلة والمهابة والإجلال ( اللهم زد هذا البيت تشريفا ) أي ترفعا وعلوا ( وتعظيما ) أي تبجيلا ( وتكريما ) أي تفضيلا ( ومهابة ) أي توقيرا وإجلالا ( وزد من شرفه وعظمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا ) هو الاتساع في الإحسان والزيادة فيه للاتباع . رواه الشافعي والبيهقي

                                                                                                                            وقال : إنه منقطع ( اللهم أنت السلام ) أي ذو السلامة من النقص ( ومنك ) السلام أي ابتداؤه منك ومن أكرمته بالسلام فقد سلم ( فحينا ربنا بالسلام ) أي سلمنا بتحيتك من جميع الآفات ويدعو بعد ذلك بما أحب من المهمات وأهمها المغفرة وأن يدعو واقفا ، والبيت كأن الداخل من الثنية العليا يراه من رأس الردم والآن لا يرى إلا من باب المسجد ، فالسنة الوقوف فيه لا في رأس الردم لذلك بل لكونه موقف الأخيار ( ثم يدخل ) عقب ذلك ( المسجد ) الحرام وإن كان حلالا فيما يظهر ( من باب بني شيبة ) وإن لم يكن في طريقه للاتباع ولأنه من جهة الباب وهي أفضل الجهات وروي أيضا أنه صلى الله عليه وسلم دخل منه في عمرة القضاء ، والظاهر أنه لم يكن على طريقه وإنما الذي كان عليها باب إبراهيم .

                                                                                                                            كذا قاله الرافعي ، واعترض بأنه عرج للدخول من الثنية العليا فيلزم أنه على طريقه ورد بإمكان الجمع بأن التعريج إنما كان في حجة الوداع فلا ينافي ما في عمرة القضاء ، ولأن الدوران إليه لا يشق ومن ثم لم يجر هنا خلاف بخلاف نظيره في التعريج للثنية العليا

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            [ ص: 276 ] قوله : وتعظيما ) كأن حكمه تقديم التعظيم على التكريم في البيت وعكسه في قاصده أن المقصود بالذات في البيت إظهار عظمته في النفوس حتى تخضع لشرفه وتقوم بحقوقه ثم كرامته بإكرام زائره بإعطائهم ما طلبوه وإنجازهم ما أملوه وفي زائره وجود كرامته عند الله تعالى بإسباغ رضاه عليه وعفوه عما جناه واقترفه ثم عظمته بين أبناء جنسه بظهور تقواه وهدايته ، ويرشد إلى هذا ختم دعاء البيت بالمهابة الناشئة عن تلك العظمة ، إذ هي التوقير والإجلال ودعاء الزائر بالبر الناشئ عن ذلك التكريم ، إذ هو الإتساع في الإحسان فتأمله ا هـ حج ( قوله : في الإحسان ) أي في فعل الحسن ( قوله والزيادة ) عطف تفسير ( قوله : بل لكونه إلخ ) كان الأولى أن يقول وقيل لكونه إلخ أو غير ذلك ، فلعل في العبارة سقطا



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 276 ] قوله : لا في رأس الردم لذلك بل لكونه موقف الأخيار ) لفظ لذلك علة للوقوف المقدر المنفي : أي لا الوقوف في رأس الردم فلا يسن لأجل الدعاء المتقدم لانتفاء سببه من رؤية البيت بل إنما يسن لكونه موقف الأخيار فالحاصل أن سن الوقوف به لأمرين الدعاء عند رؤية البيت وكونه موقف الأخيار فحيث زال الأول بقي الثاني فيستحب الوقوف له وبهذا يندفع ما في حاشية الشيخ من الحكم على نسخ الشارح بأن فيها سقطا




                                                                                                                            الخدمات العلمية