الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألت مالكا عن إمام الفسطاط يصلي بناحية العسكر يوم الجمعة واستخلف من يصلي بالناس في المسجد الجامع الجمعة ، أين ترى أن نصلي أمع الإمام حيث صلى في العسكر أم في المسجد الجامع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أن يصلوا في المسجد الجامع وأرى الجمعة للمسجد الجامع والإمام قد تركها في موضعها .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن : أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يصلين في بيوتهن بصلاة أهل المسجد . قال ابن وهب وأخبرني رجال من أهل العلم عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة [ ص: 233 ] وعمر بن عبد العزيز وزيد بن أسلم وربيعة مثله ، إلا أن عمر قال : ما لم تكن جمعة . قال ابن وهب قال مالك وحدثني غير واحد ممن أثق به : أن الناس كانوا يدخلون حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام ويصلون فيها الجمعة ، وكان المسجد يضيق على أهله فيتوسعون بها وحجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليست من المسجد ، ولكنها شارعة إلى المسجد ولا بأس بمن صلى في أفنية المسجد ورحابه التي تليه ، فإن ذلك لم يزل من أمر الناس لا يعيبه أهل الفقه ولا يكرهونه ، ولم يزل الناس يصلون في حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حتى بني المسجد .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب وقال لي مالك : فأما من صلى في دار مغلقة لا تدخل إلا بإذن ، فإني لا أراها من المسجد ولا أرى أن تصلى الجمعة فيها .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية