الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب القضاء في المياه

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سيل مهزور ومذينب يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          25 - باب القضاء في المياه

                                                                                                          1458 1421 - ( مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ) بفتح العين ( ابن حزم ) الأنصاري ( أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) وفي نسخة : قضى ( في سيل مهزور ) بفتح الميم وإسكان الهاء وضم الزاي وسكون الواو آخره راء ( ومذينب ) بضم الميم وفتح الذال المعجمة وتحتية ساكنة ونون مكسورة وموحدة ، واديان يسيلان بالمطر بالمدينة ، يتنافس أهل المدينة في سيلهما ( يمسك ) سيلهما ، فهو مبني للمفعول ، أي يمسكه الأعلى أي الأقرب إلى الماء فيسقي زرعه أو حديقته ( حتى الكعبين ) هكذا ضبط في نسخة صحيحة بالبناء للمجهول ، فإن كان رواية وإلا فيصح ضبطه للفاعل وهو الأعلى في قوله : ( ثم يرسل الأعلى ) الماء ( على الأسفل ) الأبعد منه عن الماء ، قال ابن عبد البر : لا أعلمه يتصل من وجه من الوجوه مع أنه حديث مدني مشهور عند أهل المدينة مستعمل عندهم معروف معمول به . وسئل البزار عنه فقال : لست أحفظ فيه بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا يثبت . اهـ . وهو تقصير شديد من مثلهما فله إسناد موصول عن عائشة عند الدارقطني في الغرائب والحاكم وصححاه [ ص: 64 ] وأخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وإسناده حسن ، وأخرج ابن ماجه نحوه من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وقال البيهقي : إنه مرسل ثعلبة من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة . قال الباجي : اختلف أصحابنا في معنى الحديث فروى ابن حبيب عن ابن وهب ومطرف وابن الماجشون : " يرسل صاحب الحائط الأعلى جميع الماء في حائطه ويسقي حتى إذا بلغ الماء في الحائط إلى كعبي من يقوم فيه أغلق مدخل الماء " . وروى عيسى في المدنية عن ابن وهب : " يسقي الأول حتى يروي حائطه ثم يمسك بعد ريه ما كان من الكعبين إلى أسفل ثم يرسل " . وروى زياد عن مالك : " يجري الأول من الماء في ساقيته إلى حائطه قدر ما يكون الماء في الساقية حتى يروي حائطه أو يفنى الماء ، فإذا روى أرسله كله " . قال ابن مزين : هذا أحسن ما سمعت . وقال ابن كنانة : بلغنا أنه إذا سقى بالسيل الزرع أمسك حتى يبلغ الماء شراك النعل ، وإذا سقى النخل والشجر وما له أصل حتى يبلغ الكعبين ، وأحب إلينا أن يمسك في الزرع وغيره حتى يبلغ الكعبين لأنه أبلغ في الري .




                                                                                                          الخدمات العلمية