الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني عبد الأشهل على الصدقة فلما قدم سأله إبلا من الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه وكان مما يعرف به الغضب في وجهه أن تحمر عيناه ثم قال إن الرجل ليسألني ما لا يصلح لي ولا له فإن منعته كرهت المنع وإن أعطيته أعطيته ما لا يصلح لي ولا له فقال الرجل يا رسول الله لا أسألك منها شيئا أبدا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1887 1840 - ( مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ) أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري مرسلا ، ورواه أحمد بن منصور البلخي عن مالك عن عبد الله عن أبيه عن أنس : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلا من بني عبد الأشهل ) - بفتح الهمزة ، وسكون المعجمة - : بطن من الأوس ( في الصدقة ) ، أي عليها ، وفي نسخة على الصدقة ، ( فلما قدم سأله إبلا من الصدقة ) يعطيها له ، قال الباجي زيادة : على أجرة عمله ( فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى عرف الغضب في وجهه ) الوجيه ، ( وكان مما يعرف به الغضب في وجهه أن تحمر عيناه ) لشدة الغضب وكان يكظمه ( ثم قال : إن الرجل ليسألني ) أن أعطيه ( ما لا يصلح لي ولا له ، فإن منعته كرهت المنع ) ; لأنه مجبول على الجود وعدم المنع ( وإن أعطيته أعطيته ما لا يصلح لي ولا له ) لعدم حله .

                                                                                                          ( فقال الرجل : يا رسول الله لا أسألك منها شيئا أبدا ) وفقه الله لقبول الموعظة الحسنة ببركته ، صلى الله عليه وسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية