إسلام ويب - شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك - كتاب الصدقة - باب ما يكره من الصدقة- الجزء رقم4
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وحدثني عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12313أبيه أنه قال قال nindex.php?page=showalam&ids=172عبد الله بن الأرقم ادللني على بعير من المطايا أستحمل عليه أمير المؤمنين فقلت نعم جملا من الصدقة فقال nindex.php?page=showalam&ids=172عبد الله بن الأرقم أتحب أن رجلا بادنا في يوم حار غسل لك ما تحت إزاره ورفغيه ثم أعطاكه فشربته قال فغضبت وقلت يغفر الله لك أتقول لي مثل هذا فقال nindex.php?page=showalam&ids=172عبد الله بن الأرقم nindex.php?page=treesubj&link=24716_31234_29545إنما الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم
1888 1841 - ( مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال : قال عبد الله بن الأرقم ) بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري صحابي معروف ولاه عمر بيت المال ، ومات في خلافة عثمان .
( ادللني على بعير من المطايا ) جمع مطية ، الإبل التي تركب [ ص: 682 ] ( أستحمل عليه أمير المؤمنين ) عمر أي أطلب منه أن يحملني عليه ، ( فقلت : نعم ، جملا من الصدقة ، فقال عبد الله بن الأرقم : أتحب أن رجلا بادنا ) - بنون - أي سمينا ، وفي نسخة بالتحتية ، أي من أهل البادية ، والغالب عليهم عدم النظافة ( في يوم حار غسل لك ما تحت إزاره ورفغيه ) - بضم الراء ، وإسكان الفاء ، وغين معجمة - تثنية رفغ - بضم الراء - في لغة العالية ، والحجاز ، والجمع أرفاغ مثل قفل وأقفال ، وبفتح الراء في لغة تميم ، والجمع رفوغ وأرفغ ، كفلس وفلوس وأفلس ، قال ابن السكيت : هو أصل الفخذ ، وقال ابن فارس : أصل الفخذ وسائر المغابن ، وكل موضع اجتمع فيه الوسخ ، فهو رفغ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10354708 ( ثم أعطاكه فشربته ؟ قال ) أسلم ( فغضبت وقلت : يغفر الله لك أتقول لي مثل هذا ) الكلام الفظيع ( فقال عبد الله بن الأرقم : إنما الصدقات أوساخ الناس ) ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - ( يغسلونها عنهم ) ، فلا يجوز تناولها لغير من هو من أهلها ، وقد جاء مرفوعا : " إنها داء في البطن وصداع في الرأس " ، وكان مراد ابن الأرقم أن أسلم يدله على بعير من غير إبل الصدقة يطلبه من عمر ، فلما دله على حمله من الصدقة ، ضرب له هذا المثال ، لينبهه على ما غفل عنه ، انتهى .