الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ونحو : وجد السبب فثبت الحكم و ) نحوه ( وجد المانع ) فانتفى الحكم ( أو فات الشرط فانتفى ) الحكم ( دعوى دليل لا نفسه ) أي لا نفس الدليل إذا اقتصر على إحدى المقدمتين ، اعتمادا على شهرة الأخرى ، كقولنا " وجد السبب فثبت الحكم " فإنه ينتج مع مقدمة أخرى مقدرة وهي قولنا : وكل سبب إذا وجد وجد الحكم ، فلم تذكر لظهورها ، كما في قوله - سبحانه وتعالى - { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } فإن حصول النتيجة منه يتوقف على مقدمة أخرى ظاهرة تقديرها : وما فسدتا وقد اختلف في هذا ، فالأكثر : على أنه دعوى دليل ، وليس بدليل فإنا إذا قلنا : وجد السبب ، أو قلنا : وجد المقتضي ، معناه الدليل . ولم يقم على وجوده دليل ، واختار ابن حمدان وجمع : أنه دليل فإنه يلزم من ثبوته ثبوت المطلوب ، [ ص: 590 ] وعلى هذا القول قيل : إنه استدلال مطلق ; لانطباق الحد عليه ، وقيل : إن ثبت وجود السبب أو المانع ، أو فقد الشرط ، يعني النص والإجماع والقياس . وإلا فهو من قبيل ما ثبت به قال الكوراني : هذا مختار المحققين ; لأنه يقال : هذا حكم وجد سببه . وكل ما وجد سببه فهو موجود فكبرى القياس - وهي قولنا : كل ما وجد سببه فهو موجود - قطعية ، لا يخالف فيها أحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية