الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4669 - حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني مالك وابن أبي ذئب وسفيان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - مثله .

                                                        فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرخص له في نفيه لبعد شبهه منه ، وكان الشبه غير دليل على شيء ، ثبت أن جعل النبي صلى الله عليه وسلم ولد الملاعنة من زوجها إن جاءت به على شبهه دليل على أن اللعان لم يكن نفاه منه .

                                                        فقد ثبت بما ذكرنا فساد ما احتج به الذين يرون اللعان بالحمل ، وفي ذلك حجة أخرى ؛ وهي أن في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنظروها ، فإن جاءت به كذا فلا أراه إلا وقد كذب عليها ، وإن جاءت به كذا فلا أراه إلا وقد صدق عليها " ، فكان ذلك القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الظن لا على اليقين ، وذلك مما قد دل أيضا أنه لم يكن منه جرى في الحمل حكم أصلا .

                                                        فثبت فساد قول من ذهب إلى اللعان بالحمل .

                                                        وإنما احتججنا به لمن ذهب إلى خلافه في أول هذا الباب ممن أبى اللعان بالحمل ، وهو قول أبي حنيفة ومحمد وقول أبي يوسف المشهور .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية